انجلى غبار الحرب الحوثية الإجرامية على مديرية كشر غرب محافظة حجة، ليكشف عن قرى مدمرة ومنكوبة تعاني فصول مأساة لم تعهدها من قبل، اختفت معالم الحياة تماماً وحل مكانها عناصر الميليشيا المدججين بأنواع السلاح وآلياتهم العسكرية، التي تحتل مداخل ومخارج القرى والمدارس والمرافق الصحية والحكومية بعد اجتياحهم للمديرية وتنفيذ أبشع الجرائم والانتهاكات الإنسانية ضد أبناء حجور، انتقاماً من رفضهم للمشروع الحوثي الإيراني، ودفاعهم عن أرضهم ومنازلهم وصمودهم لقرابة 60 يوماً في مواجهة الحملات العسكرية الحوثية، التي استخدمت فيها مختلف الأسلحة بما فيها الصواريخ الباليستية الإيرانية لضرب منازل المواطنين.

تفجير المنازل

دفعت مديرية كشر ثمن تمسكها بحريتها وبقائها في معزل عن سلطة ميليشيا الحوثي طوال فترة الانقلاب، حيث حولتها الميليشيا إلى منطقة منكوبة وصبت عليها جام غضبها وإجرامها.

وأوضح مصدر قبلي طلب عدم ذكر اسمه خوفاً من تعرضه لقمع الميليشيا، في تصريح لـ«البيان» أن عشرات المنازل تم تفجيرها وتشريد سكانها منذ اقتحام جماعة الحوثي للمديرية ففي قرية النامرة وحدها، والتي تقع بأطراف المديرية فجر الحوثيين نحو خمسة منازل وحولت القرية الصغيرة بالكامل إلى ركام وثكنات عسكرية.

وأضاف المصدر: في منطقة العبيسة التي كان لها النصيب الأكبر من القصف والدمار قامت الميليشيا بتفجير أكثر من عشرة منازل للمواطنين ونهب كل ما فيها من أموال وممتلكات أبرزها منزل الشيخ فهد النمشة ومنازل أخرى لمواطنين من قبيلة النمشة.

وفي الجهة الجنوبية للمديرية تم تفجير منزل قائد مقاومة حجور الشيخ أبو مسلم الزعكري، وأيضاً تم مهاجمة عدد من المنازل ونهب كل ما فيها.

تدمير ممنهج

يعتمد أغلب سكان كشر على الزراعة كمصدر أساسي في كسب رزقهم وما إن حلت جماعة الحوثي بمديريتهم حتى أحرقت عشرة صهاريج ماء، والتي يعتمد عليها السكان في ري مزارعهم وقامت بنهب ما تبقى وأخذها إلى صعدة حسب المصدر نفسه.

وأشار إلى أن الميليشيا عملت على تشريد الكثير من المواطنين، الذين كانوا لا يزالون في بيوتهم وممارسة أبشع الجرائم بحق قبائل حجور وعائلاتهم، حيث أخلت مناطق كاملة من سكانها وحولتها إلى مناطق عسكرية مغلقة ومنها منطقة العبيسة، التي أصبحت خاوية ومهجورة.

عقاب وتشريد

وأضاف المصدر: قتلوا امرأة مسنة في عمر الستين وهي خارجة من منزلها في قرية بني شوس. ولا تزال الميليشيا تفرض حصاراً جائراً على المديرية، إذ لم تدخلها أي منظمة حتى اللحظة ويعيش الناس هناك حالة مأساوية صعبة جداً، محاصرين بالجوع والخوف والموت والظلم والقلق.

هناك أكثر من مئة منزل تم مداهمتها واختطاف من بداخلها والزج بهم في السجون من دون أي تهمة، فما يعيشه باقي المواطنين داخل بعض مناطق المديرية من حصار وتجويع وخوف يعيشه أيضاً النازحون الذين تركوا منازلهم وتوجهوا للكثير من المناطق مثل صنعاء والتي يتواجد فيها أكثر من ألف أسرة نازحة لا يجدون حتى أبسط مقومات الحياة، ونازحون آخرون في مدينة حجة يتجاوز عددهم أيضا ً500 أسرة ويواجهون نفس الصعاب.

وكذلك هناك نازحون في مديرية عبس والكثير من مناطق عمران، فقد حرصت الميليشيا الحوثية على تشريد أبناء حجور وتشتيتهم إضافة إلى ذلك تشارك المنظمات الحقوقية والإغاثية والإعلام أيضاً في هذه الجريمة الإنسانية البشعة، وذلك بعدم الاهتمام بنازحي حجور والالتفات لهم.

جرائم حرب تتم خلف تلك الجبال البعيدة بعيداً عن الإعلام والعالم إذ لا يزال الاتصال والإنترنت مقطوعاً على المنطقة منذ أكثر من نصف الشهر.