مثلما فرضت على اليمنيين الحرب بانقلابها على الشرعية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، تفرض ميليشيا الحوثي اليوم ومن جديد معركة المناطق الوسطى وتجهض آمال السلام التي تشكلت في السويد نهاية العام الماضي، وترفض تطبيقها حتى اليوم.
وفيما كان المبعوث الأممي المسنود بإدارة دولية يحاول إقناع ميليشيا طهران بتنفيذ الاتفاق الذي يلزمها بالانسحاب من موانئ ومدينة الحديدة، قبل الذهاب لمشاورات الحل السياسي استغلت هذه الميليشيا التهدئة هناك وذهبت لحشد مقاتليها نحو المناطق الوسطى من البلاد، مستهدفة محافظة الضالع، وفرضت على الشرعية والتحالف التصدي لهذه المغامرة، حيث دفعت بقوات ضخمة من كل التشكيلات إلى هذه الجبهة وغايتها تحرير محافظة إب لمنع أي مغامرة جديدة ولإفهام الميليشيا أن لا حل إلا بعودة إلى طاولة المشاورات.
مغامرة جديدة
ورغم أن قتلى المغامرة الجديدة قد تجاوز المئتين إلا أن ما هو واضح في يوميات المواجهة أن ميليشيا الحوثي ملزمة إيرانياً بإعاقة السلام في اليمن مادام التصعيد يخدم طهران في مساعيها لمقايضة الملف اليمني والعقوبات الأميركية المفروضة عليها، ولهذا رصد الدفع بقطعان من المغرر بهم إلى المناطق الوسطى متوهمين تحقيق أي إنجاز يغير من المعادلة على الأرض قبل أن يتبينوا الحقيقة المؤلمة بإعداد القتلى والجرحى الذين يتساقطون كل يوم.
ولأن مقتضيات المواجهة تتطلب الردع فقد وصلت أمس تعزيزات عسكرية كبيرة من ألوية الحماية الرئاسية إلى محافظة الضالع للمشاركة في القتال بعد أيام قليلة على إرسال تعزيزات كبيرة من الحزام الأمني والمقاومة وألوية العمالقة إلى جانب أبناء المنطقة الذين حملوا أسلحتهم ويطاردون عناصر الميليشيا في الوديان والشعاب وفِي أعلى المرتفعات في معركة أرادتها الميليشيا ورقة لتحسين موقفها التفاوضي لكنها تحولت إلى المعركة الأساس للشرعية والتحالف، وفرضت تحرير محافظة إب بدلاً من خيار السلام.
موازين المعركة
العميد الركن زكي الحاج قال: إن تحرك سرايا قتالية من ألوية الحماية الرئاسية سيسهم في تغيير موازين المعركة في الضالع ويعزز من دور الجيش والمقاومة، وإن هذه الوحدات ستوزع على مختلف جبهات القتال المختلفة في الضالع ونوه بأن تباشير النصر ستلوح في الأفق من الضالع إلى إب، مع حلول شهر رمضان الكريم.
وتضم التعزيزات الجديدة كتائب من مختلف ألوية الحماية الرئاسية بمختلف أنواع الأسلحة والعتاد العسكري، حيث تدور المعركة في ثلاثة محاور: الأول محور مريس دمت، والآخر في محور العود، والثالث محور الحشا في الغرب، حيث تمكنت القوات المشتركة وبإسناد من قوات التحالف ومقاتلاته من التصدي لكل الهجمات، التي شنتها الميليشيا وقتلت العشرات من المهاجمين.
القوات المشتركة من المقاومة واللواء 33 مدرع أكدت أن معارك عنيفة تخوضها القوات المشتركة مع الميليشيا أدت إلى إحراق ست عربات عسكريه، بما تحمله من عتاد وجنود، تدمير مدفع متحرك وإعطاب دبابه.
ولأن ميليشيا الحوثي تعتقد أن بمقدورها توجيه المعركة بِمَا يخدم أولياء نعمتها في طهران من خلال فتح جبهات قتال خاملة أو القدرة على تحقيق أي تقدم مباغت فإن التدفق الكبير للقوات نحو المناطق الوسطى والتحام أبناء المنطقة مع تلك القوات فرض واقعاً مغايراً من خلالها اشتعلت جبهات القتال في إب من كل الاتجاهات وباتت الميليشيا تتلقى ضربات موجعة في الوسط فيما تواصل القوات الأخرى التقدم في عمق محافظة صعدة وتتصدى القوات المشتركة ببسالة لكل محاولات الميليشيا التقدم في جبهات الحديدة، وتزحف وحدات أخرى في جنوب محافظة حجة نحو المدخل الشمالي لمحافظة الحديدة بعد وصول طلائع القوات إلى مديرية عبس.