تسبّبت الألغام البحرية التي زرعتها ميليشيا الحوثي الإيرانية، في إزهاق أرواح عشرات الصيادين، وتوقف أعمال الصيد على طول سواحل مديريتي ميدي وحيران غربي محافظة حجة والجزر التابعة لهما، ما جعل آلاف الأسر في المديريتين والجزر المأهولة نفسها، في مواجهة مباشرة مع الفقر والتشرد، بعد أن أفقدتها الميليشيا مصدر رزقها الوحيد.

وحولت مهنة الصيد إلى مغامرة خطرة قد يعود البحار منها إلى أسرته جثة هامدة وقد لا يعود منه شيء. ويعتمد سكان المحافظات الساحلية اليمنية في كسب عيشهم على مهنة الصيد بدرجة رئيسية، فيما تعتبر الثروة السمكية غذاء يومياً لليمنيين لوفرتها ورخص أسعارها مقارنة باللحوم الحيوانية.

ويرى مراقبون، أن استهداف الميليشيا للصيادين وتعريض حياتهم للخطر، يأتي ضمن مخططاتها لإفقار الشعب اليمني واستغلال الحالة المادية الصعبة التي أوصلتهم إليها، ومن ثمّ تحويلهم إلى وقود لمعاركها الخاسرة مقابل رواتب زهيدة لا تسمن ولا تغني من جوع. ومنذ انطلاق عمليات الجيش الوطني في ميدي، تمكن التشكيل البحري التابع للمنطقة العسكرية الخامسة من تفكيك وتفجير مئات الألغام البحرية إيرانية الصنع، تقوم ميليشيا الحوثي من حين لآخر بإلقائها في سواحل البحر الأحمر لاستهداف السفن التجارية في خط الملاحة الدولي، ويذهب ضحيتها الصيادون اليمنيون كل مرة.