دان سياسيون ودبلوماسيون فرنسيون محاولة ميليشيا الحوثي الإيرانية الاعتداء على مكة المكرمة، مؤكدين لـ«البيان» أن الاعتداء على الحرم المكي جريمة سياسية وأخلاقية ودينية لا تغتفر، ويرفض المجتمع الدولي والأمم المتحدة المساس بالمقدسات الدينية للمسلمين، بالمخالفة للقانون والمعاهدات والمواثيق الدولية لحماية الأماكن المقدسة لجميع الأديان، من الاعتداء والعدوان بكل أشكاله، وحماية حقوق الإنسان في العبادة دون خوف أو تهديد من أي نوع، كما طالبوا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي التعامل بالتصدي لتهديدات ميليشيا الحوثي للمنطقة وللممرات الملاحية الدولية الحيوية.

مسؤولية دولية

وقال الأمين العام المساعد للجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بالحزب الاشتراكي الفرنسي لوكاس أدريان،، لـ«البيان»، إن استهداف ميليشيا الحوثي للحرم المكي، ومحاولة تخريبه في وقت تجمع موسمي للمسلمين- عمرة رمضان- أمر في غاية الخطورة، يعني أن هذه الميليشيا الإرهابية لا تراعي أي قوانين أو مواثيق أو حتى أخلاقيات إنسانية، رغم أنهم للأسف ينتمون للدين نفسه الذي استهدفوا مقدساته بشكل سافر في محاولة لإحداث مجزرة إنسانية، غير عابئين بالمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية ولا الشعوب الإسلامية، ما يظهر حالة تحدٍ سافر للجميع، يجب أن يرد عليها بحسم.

فالتباطؤ أو التقاعس في ملاحقة هؤلاء على جرائمهم في اليمن وضد المنشآت المدنية في السعودية بواسطة أسلحة مُهربة إليهم وغير شرعية وصلتهم من إيران وتحالف الشر في المنطقة، أدى إلى تدمير اليمن وقتل آلاف الأبرياء، فتمادوا وتمادوا وباتوا يهددون الجميع، بما في ذلك دول أوروبا وأمريكا، وأضاف: هذه الأسلحة الإجرامية التي تمتلكها الميليشيا الإرهابية بات مصوباً تجاه السفن التجارية وسفن شحن النفط الذاهبة من أوروبا إلى الخليج والآتية من الخليج إلى أوروبا، الأمر بات مقلقاً للغاية.

علاقات مهددة

وأضاف لوران فاليوينا، الدبلوماسي السابق بوزارة الخارجية الفرنسية والباحث في الأكاديمية الوطنية الفرنسية للعلوم السياسية، أن العلاقات الدولية برمتها باتت مهددة من ميليشيا إرهابية متواضعة القوة، باتت تعمل لصالح قوى شريرة في المنطقة وهي إيران فتضرب منشآت وأهدافاً تخص دول أخرى لخلق حالة من الزعزعة والتوتر المقصود لإبعاد الأنظار عن الشيطان الأعظم أو الشرير الأكبر، وحصر الأزمة في اليمن ومنطقة الخط الملاحي من قناة السويس حتى الخليج العربي، هذه الخطة واضحة تماماً، وضرب أهداف في السعودية وخاصة الأماكن المقدسة الهدف منها خلق حالة «فزع» في المنطقة وفي العالم الإسلامي، لخلق حالة لغط ضد «تأديب إيران» وميليشياتها في المنطقة، هو تكتيك «غبي» من الناحية السياسية والعسكرية،وثمنه غالٍ بالنسبة للشعب اليمني، الذي عانى كثيراً ومازال يعاني من سياسات وتكتيكات الحوثي التي لا تخدم إلا إيران، وهؤلاء الذين يسعون لخلق «امبراطوريات» بائدة فات عهدها وزمنها.

كلها مخططات معلومة ولن يتحقق منها أي شيء، رغم الإرهاب وتوسع رقعته ليطول المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين، ويقيناً سوف تتوصل المملكة العربية السعودية من خلال التحقيقات مع الخلية الإرهابية التي تم ضبطها أخيراً لمعلومات مهمة ينتظرها الرأي العام الدولي لكشف قُبح وجه الشيطان الأعظم، وكذلك تخريب 4 سفن في خليج عمان، واستهداف خطوط نفط في السعودية، كلها حوادث الهدف منها زعزعة استقرار المنطقة وخلق حالة هرج تصب في مصلحة إيران، وهذا لم يتحقق ولن يتحقق.