ندّدت الأمم المتحدة أمس بالظروف «المروعة» في مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا، مع وفاة عشرات منهم جراء إصابتهم بالسلّ ومعاناة مئات من الجوع بسبب قلة حصص الطعام بينما فقد آخرون على ما يبدو. وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين روبرت كولفيل «نشعر بقلق بالغ حيال الظروف المروعة التي يحتجز فيها المهاجرون واللاجئون في ليبيا».

وحسب بيانات الأمم المتحدة، لا يزال هناك نحو 3400 لاجئ ومهاجر محتجزين في طرابلس التي تخضع منذ سنوات لسيطرة الميليشيات.

وأوضح كولفيل أنّ الأمم المتحدة زارت أخيراً مركز احتجاز الزنتان الذي يضم 654 لاجئاً ومهاجراً. وقال إنّ الأوضاع فيه «ترقى إلى معاملة غير إنسانية ومهينة أو عقاب وقد ترقى أيضاً إلى التعذيب».

وتابع «وجدنا أنهم يعانون من سوء حاد في التغذية ونقص في المياه ومحتجزون في مراكز مكتظة تفوح فيها روائح القمامة ومياه المراحيض». وأشار إلى أن بعض المحتجزين يتلقون وجبة واحدة يومياً عبارة عن 200 غرام من المعكرونة. لكن 432 إريترياً محتجزين هناك، ومن بينهم 132 طفلاً، يتلقون نصف هذه الحصة الضئيلة أساساً.

خط المواجهة

وأوضح كولفيل أنّ عشرة مصابين آخرين نقلوا إلى مركز احتجاز الغريان في جنوبي طرابلس وهو قريب للغاية من خطوط المواجهة حالياً. وأضاف إن «التقارير تفيد بأنهم أرسلوا إلى هناك (الغريان) ليموتوا لعدم وجود أماكن لدفن المسيحيين في الزنتان».وتابع إنّ «السل ليس مرضاً قاتلاً لكن في هذه الظروف هو يقتل الناس بشكل واضح وهناك مخاطر أن يموت المزيد. هذه أزمة حقاً».