عمدت ميليشيا الحوثي الإيرانية نفسها كالعدو الأول والأخير للشعب اليمني، حيث ما وضعت قدمها على شبر من التراب اليمني حتى أذاقت أهله من صنوف العذاب والإهانة والذل ما لا تستطيع السنون محوه من ذاكرة أبناء اليمن، وكشفت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان في تقرير لها صدر أمس تحت عنوان "حجور: وحشية الانتهاكات" عن ارتكاب الحوثيين انتهاكات جسيمة تصل لأكثر من 20 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في منطقة حجور، بمحافظة حجة، شمال غربي اليمن، خلال الشهور الماضية، من العام الجاري، والتي ترقى بعضها إلى مستوى جرائم حرب.

وذكرت المنظمة أن مسلحي جماعة الحوثي ارتكبوا مئات الانتهاكات ضد أبناء قبائل حجور، خلال الربع الأول من العام الجاري بينها حالات إعدامات وقتل بدم بارد واعتقالات وتعذيب وتفجير منازل ومصادرة ممتلكات خاصة وحصار مميت.

ورصد تقرير منظمة رايتس رادار، التي تتخذ من هولندا مقراً لها، 20560 انتهاكاً ارتكب بحق أبناء قبائل حجور بمحافظة حجة، تنوعت بين القتل والاعتداءات الجسدية والاختطافات والإخفاء القسري والتهجير، إضافة إلى تدمير المنازل وقصفها ونهب المنشآت، تم توثيق الكثير من حالات الانتهاكات بشهادات حية ميدانية من ضحايا الانتهاكات وكذلك من شهود عيان.

ويشتمل التقرير، الذي يتألف من 33 صفحة، تفاصيل العديد من حالات الانتهاكات الجسيمة وعمليات القتل الوحشي والاعتقالات التعسفية وحالات التعذيب الفظيعة التي وصلت بعضها حد الوفاة تحت التعذيب، والحرمان من الحق في الحياة وإجبار السكان على مغادرة قراهم وتهجيرهم قسراً، إضافة إلى الانتهاكات التي طالت النساء والأطفال وأرباب الأسر وقطاعات التعليم والصحة والزراعة والاقتصاد.

ويعد هذا التقرير هو الأول من نوعه الذي تصدره منظمة حقوقية عن منطقة حجور، والذي يكشف بعضاً مما حدث من انتهاكات فظيعة في تلك المنطقة والتي لا تزال مغلقة أمام وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية من قبل مسلحي جماعة الحوثي، المسيطرة عسكرياً عليها منذ نهاية مارس 2019، بما في ذلك عدم السماح بممارسة أنشطة المنظمات الإغاثية التابعة أو الشريكة مع الأمم المتحدة. وطالبت المنظمة، مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالعمل الجاد والدؤوب لرصد وتوثيق الانتهاكات التي لحقت بأبناء قبائل حجور، حتى لا تضيع حقوقهم هدراً والعمل على عدم إفلات الجناة من العقاب. وبالتزامن دعت العديد من المنظمات الحقوقية والانسانية إلى وضع ملفات الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الحوثي الإيرانية أمام المجتمع الدولي وتنشيط الدعوات التي تحض المجتمع الدولي على تصنيف هذه الميليشيا كميليشيا إرهابية.