قدمت دولة الإمارات، مساعدات غذائية ومواد إيوائية إلى المتضررين من السيول في عدد من المحافظات اليمنية المحررة، وذلك ضمن حملة الاستجابة العاجلة التي أطلقتها الدولة لإغاثة متضرري السيول في اليمن.

وبدأت الحملة بانتشار عاجل للفرق التطوعية التابعة للهلال الأحمر الإماراتي، في عدد من شوارع وأحياء مدينة عدن، لتصريف وشفط المياه في لحج وأبين، والاطلاع على أحوال سكانها وأوضاعهم، وتنفيذ استجابة سريعة، تلبي احتياجاتهم من المساعدات الإنسانية «الغذائية والإيوائية».

ووصلت الحملة إلى مخيمات المشقافة والبيطرة والشوكاني في محافظة لحج، إضافة إلى مخيم الكود في محافظة أبين، ووزعت الفرق التطوعية مساعدات غذائية ومواد إيوائية «خيام وطرابيل»، تستهدف 1850 أسرة.

مبادرة استثنائية

وقال ممثل الهلال الأحمر الإماراتي في اليمن، إن حملة الاستجابة العاجلة التي أطلقتها دولة الإمارات في عدن والمحافظات المجاورة، هي مبادرة استثنائية، وتلبية لتوجيهات قيادتنا الرشيدة، وامتداداً للأعمال الإنسانية المقدمة للإخوة الأشقاء في اليمن، مشيراً إلى أن الحملة جاءت لتعزيز جهود المبادرات المجتمعية والسلطات المحلية لمعالجة الأضرار التي خلفتها الأمطار والرياح.

وأوضح أن الحملة عملت على تصريف المياه من الشوارع في عدن، إضافة إلى تقديم المساعدات الإغاثية والإيوائية للمخيمات في عدد من المحافظات اليمنية.

من جانبه، عبر زكي علي حسن، المسؤول عن مخيم المشقافة في لحج، عن شكره وامتنانه لدولة الإمارات، على مبادرتها وتقديمها المساعدات.. مضيفاً أن هذا ما تعودنا عليه من أشقائنا في دولة الإمارات، بالإسراع لإغاثة الملهوف والمنكوب، وتقديم العون لكل من هو بحاجة إلى المساعدة.

وأضاف أنهم استلموا مساعدات تمثلت في السلال الغذائية والخيم والطرابيل، والتي ستسهم في تأمين المأوى للنساء والأطفال والعجزة، مشيراً إلى تضرر المخيم جراء الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة.

من جهتهم، عبّر المستفيدون من المساعدات في أبين ولحج، عن فرحتهم بوصول هذه الإغاثة التي ستخفف من معاناتهم.. مشيرين إلى أنها جاءت في وقت هم بأمس الحاجة إليها، نتيجة تعرض مخيماتهم والمواد الغذائية لهم للتلف نتيجة الأمطار.

وأعربوا عن امتنانهم لهذه اللفتة الإنسانية، والتي ليست بجديدة، فدولة الإمارات سباقة إلى مد يد العون في مختلف الظروف، حيث إن المساعدات المقدمة لهم، تعد الانفراجة في ظل الحالة التي يعيشونها، جراء حرب مليشيا الانقلاب الحوثية.

خيام متهالكة

يبدو المخيم من بعيد بحالة جيدة، لكن ما إن تقترب أكثر حتى يصدمك منظر الخيام المتهالكة، فقد مر على نصبها أكثر من ستة أشهر، وما إن بدأت أمطار المنخفض الجوي في الهطول، حتى تداعت وانهار معظمها.

أكواخ مهترئة

مخيم المشقافة بمديرية تبن التابعة لمحافظة لحج، يقطنه ما يزيد على 400 أسرة نازحة من محافظة الحديدة، فروا من جحيم حرب ميليشيا الحوثي، لكنهم لم يجدوا ظروف العيش المناسبة في المخيم، الذي يتولى المجلس النرويجي لشؤون اللاجئين إدارته وتقديم الخدمات لسكانه.

إلا أن الكثير من الأهالي يشكون من الإهمال وعدم وفاء المنظمات الدولية بوعودها السابقة لهم بتوفير المأوى المناسب، حيث يتهمونها بالتحايل عليهم وتسكينهم في أكواخ من الخشب والطرابيل عوضاً عن الخيام، إذ لا يمر أكثر من شهر على هذه الأكواخ حتى تصبح مهترئة وغير صالحة للسكن.

جهوده إنسانية

الهلال الأحمر الإماراتي بادر إلى تكثيف جهوده الإنسانية في هذا المخيم للتخفيف عن النازحين من آثار الأمطار الغزيرة التي تسببت في مضاعفة معاناتهم، حيث قدم أكثر من أربعمائة سلة غذائية للمحتاجين، بالإضافة إلى استبدال الخيام التالفة.

والعمل على إعادة تأهيل شامل للمأوى، بحسب القائمين على الحملة الطارئة لمواجهة تداعيات المنخفض الجوي، فيما لا تزال الفرق الميدانية التابعة للهلال منتشرة في أغلب المخيمات لتقييم الأضرار وتقديم يد العون والمساعدة للنازحين.

وأبدى قاطنو المخيم امتنانهم وشكرهم لجهود دولة الإمارات الإنسانية ومساندتها لهم في هذا الظرف العصيب. وفي تصريح لـ«البيان»، أوضح أحد مسؤولي المخيم أن الهلال الأحمر الإماراتي كان أول الملبين لنداء الاستغاثة الذي وجهه سكان المخيم. وأضاف: كما عودنا الهلال، فإنه يحضر دائماً في وقت حاجتنا وفي حين غابت كل المنظمات الدولية، حضر الهلال الإماراتي ومد النازحين بكل ما يحتاجونه من مأوى وغذاء، وهذا ليس غريباً على أشقائنا في دولة الإمارات فهم أهل البذل والكرم والعطاء.

70

قال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن، إن الأمطار الغزيرة والفيضانات أثرت على ما يقرب من 70 ألف شخص، بمن فيهم النازحون داخلياً، في أكثر من 10 محافظات.

مشيرة إلى أن محافظة حجة كانت الأكثر تضرراً. وذكرت نشرة الشؤون الإنسانية الأممية أن غزارة الأمطار في الأسابيع الأخيرة أدت إلى زيادة حادة في عدد الأسر المتضررة من الفيضانات المفاجئة وتلف البنية التحتية، وزادت المخاوف من أن الفيضانات قد تصاعد انتشار الأمراض في جميع أنحاء البلاد، حيث إن 293 من مناطق البلاد، البالغ عددها 333 منطقة، مصابة بالفعل بالكوليرا.