لاتزال صغيرته أطياف ابنة الأربعة أعوام تنتظر عودته.. تتحسس ملامح وجهه في الصورة التي تحملها معها، ووالده الذي أصبح لا يستطيع السير إلا متعكزاً يأمل بأن يرى ابنه حياً مرة أخرى مطالباً بذلك، فيما أمه المكلومة لا تفارق الدمعة عينيها.

جيلان، الذي كان مغترباً في المملكة العربية السعودية عاد إلى الدريهمي..شاهد ما تقوم به الميليشيا ببلاده..ليقرر ترك الاغتراب مدافعاً عن بلاده حتى أسر ثم ارتقى شهيداً بعد تعذيبه.

أسر وتعذيب  

في 8 ديسمبر من العام الماضي؛ أي قبل الهدنة الأممية بعشرة أيام، كان أحمد إسماعيل جيلان مع أبناء مدينة الدريهمي يحاولون تطهير منازلهم ومدينتهم من عناصر ميليشيا الحوثي، وشاء القدر أن يقع أسيراً، لتخرجه بعد أيام إلى القرب من متارس زملائه ويقومون بتعذيبه..فيما كان زملاؤه يسمعون صوته.. لكنهم لم يستطيعوا عمل شيء كونهم ملتزمين بالهدنة الأممية.

ستة أشهر تمضي إثر ذلك، حسب وضاح الدبيش الناطق باسم عمليات تحرير الساحل الغربي لتقدم اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى التابعة لميليشيا الحوثي بلاغاً لرئيس البعثة الدولية للصليب الأحمر في اليمن للتدخل لإخراج الأسير جيلان بحجة انه كان مصاباً عند آسره، وانه في حالة صحية سيئة.. بعد أيام أعلنت الميليشيا وفاة الأسير احمد جيلان التي قامت بتعذيبه حتى الموت.

جهات حقوقية

ولا تزال جثة الأسير المتوفى تحت التعذيب مغيبة لدى الميليشيا الرافضة تسليمها.. ماضية عميقاً في سلسلة انتهاكاتها، في الحين الذي لم تكلف الأمم المتحدة نفسها والصليب الأحمر وجميع المنظمات الدولية، إصدار أي بيان يستنكر هذه الجريمة مع مثيلاتها.