حوّلت ميليشيا الحوثي الإيرانية مساحات واسعة من محافظات اليمن إلى حقول ألغام لا تتوقف عن الفتك بالمواطنين وتعطيل مصالحهم، لينتج عن ذلك موجة نزوح كبيرة لعشرات الآلاف من سكان هذه المناطق.
وسلط تقرير حقوقي أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، خلال أعمال الدورة 41 للمجلس التي تختتم أعمالها غداً الجمعة، الضوء على انتهاكات الحوثيين في اليمن، واستخدامهم الألغام التي تهدد حياة المدنيين اليمنيين.
وطبقاً للتقرير الذي قدّمته مؤسسة «ماعت» للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، بمداخلة تحت البند السادس من الاستعراض الدولي الشامل أمام المنظمة، فإن «اليمنيين يعيشون ظروفاً اقتصادية وإنسانية صعبة منذ انقلاب الحوثي»، مؤكد أن الألغام تحاصر 300 ألف مدني في الحديدة.
في السياق، قال رئيس شعبة الهندسة بالمنطقة العسكرية الخامسة، العميد ياسر عبد الله الروحاني، في تصريح لـ«البيان»: إن ميليشيا الحوثي تتعمد دائماً التمترس في أماكن مأهولة بالسكان لاستخدامهم دروعاً بشرية وتحصن متارسها بالألغام المتنوعة وبشكل جنوني غير مبالٍ بحياة البشر ومزارع المواطنين، ولذلك يسقط ضحايا مدنيون بفعل هذه الممارسات الإجرامية.
وأضاف الروحاني: من فترة لأخرى يتم إبلاغنا عن اكتشاف حقول ألغام جديدة في مزارع المواطنين وطرقاتهم وأماكن الرعي، فنسارع إلى المكان على الفور ونبدأ بالكشف عن الكمية المزروعة، ومن ثم نباشر العمل بنزعها وتجميعها تمهيداً لإتلافها، ومن المؤسف حقاً أن الكثير من هذه الألغام وضعت في مناطق لم تكن مسرحاً لعمليات عسكرية، بل هي أماكن ينتفع بها المواطنون في حياتهم اليومية.
وأضاف: «تمكنا حتى الآن من انتزاع أكثر من 37 ألف لغم، وما زالت هناك مناطق كثيرة لم يتم التحقق من خلوها، وحقول ألغام مجهولة لم تكتشف بعد».