حذر حقوقيون ناشطون في حماية الطفولة، من مساعي مليشيا الحوثي لصناعة جيل من الإرهابيين في اليمن، وذلك عبر إجبار المليشيا للأسر اليمنية على إدخال أطفالها لما يسمى بالمعسكرات الصيفية، التي تقوم فيها المليشيا عبر برامج مدروسة، من غسل أدمغة الأطفال، وحشوها بأفكار طائفية، وتشبيعهم بخطاب الكراهية الطائفي، لجعل منهم قنابل موقوتة.

 وبحسب الناشطين أن مليشيا الحوثي الإيرانية، لجأت إلى استقطاب الأطفال دون سن الثامنة عشرة، وجلبهم إلى مخيماتها الصيفية، بعد أن أصبح مشروعها الطائفي العنصري في اليمن مكشوفاً للجميع، وبات تصديقه والإيمان لغسل الأدمغة البريئة وحشوها بديناميت الفكر المتطرف، لتجعل منها قنابل موقوتة، ووقوداً لإطالة حربها العبثية.

وفي تصريحات لـ «البيان»، قال مدير مركز الدراسات والبحوث بوزارة حقوق الإنسان، وليد الأبارة أن المليشيا استغلت انتهاء موسم العام الدراسي، لتباشر في إقامة المخيمات الصيفية للأطفال والنشء والشباب، لتغرس من خلالها أفكاراً دخيلة على المجتمع، مثل «الولاية» «والجهاد» وحب آل البيت، وتدريبهم للقيام بالطقوس الاثنى عشرية، التي يقومون بها في المناسبات التي يحيونها.

التعليم البديل

وأضاف الأبارة: في الحقيقة، ليست هذه هي المرة الأولى التي يقيم فيها الحوثيون المخيمات الصيفية، وإنما تأتي امتداداً لسياسة الجماعة منذ نشأتها الأولى في مطلع تسعينيات القرن الماضي، إذ لجأت إلى التعليم البديل وغير الرسمي لاستقطاب الشباب، ومن ثم تحويلهم إلى مقاتلين في صفوفها.. واللافت في هذا العام عما سواه، هو الإنفاق الكبير على هذه المخيمات، وتوسيعها لتمتد لكل القرى والمديريات والمحافظات الواقعة تحت سيطرتهم، وذلك بغية تحويل أفكار الهالك حسين الحوثي، إلى ممارسات دينية وتعبدية في أوساط ثلاث فئات عمرية، تمهيداً لتحويلهم لمقاتلين ورفدهم إلى الجبهات القتالية.

من جهته، أوضح عضو فريق الرصد باللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، هادي وردان، التوصيف لمثل هذا الموضوع، بأنه تلغيم للعقول البريئة، يعتبر توصيفاً مناسباً، ويترجم حقيقة ما تقوم به المليشيا الحوثية في عقول النشء، في ما يسمى بالمراكز والمخيمات الصيفية، من تلغيم فكري عنصري طائفي، وتفخيخ لمستقبل مجتمعنا اليمني.

آثار سلبية

وأضاف وردان: التعبئة التي يتلقونها في تلك المراكز، ستكون نتيجتها وآثارها سلبية، وتأثيرها أعظم من تأثير ما تخلفه الحرب العسكرية، وأخطر إذا لم يتم تداركه بالحسم العسكري، وتحرير أجيالنا ومستقبلنا، قبل أن يتحول هذا الجيل إلى نسخة مدفونة وقنبلة موقوتة ستنفجر مستقبلاً، وتعيدنا إلى هذا المربع الذي نحن فيه، فإذا لم يتم الانتباه لهذه الفجوة، فإن أي مساعٍ أو تحرير لا قيمة لها، حتى وإن انتصرنا عليهم عسكرياً، سيكون حالنا في خطر دائم.

حجة نموذجاً

إلى ذلك، احتفل إعلام المليشيا الحوثية في الأيام الماضية، بوصول المخيمات الصيفية في محافظة حجة إلى ما يفوق 300 مخيم، وتعتبر حجة واحدة من المحافظات ذات الكثافة السكانية والطبيعة القبيلة، ما جعل المليشيا تستهدفها بشكل خاص، حيث شنت بداية هذا العام حملة عسكرية، طالت مناطق قبائل حجور، وبعد إحكام السيطرة عليها، سعت إلى تجنيد أكبر قدر ممكن من أبنائها، خاصة من هم دون سن الثامنة عشرة.

 وأفادت مصادر قبيلة من مناطق حجور لـ «البيان»، بأن الحوثيين أجبروا مئات الأسر على الدفع بأولادهم إلى هذه المخيمات، ومن يمتنع عن ذلك، توجه إليه تهم الخيانة والتعاون مع الشرعية، وبالتالي، يتم اختطافه من بيته، ويصبح مصيره مجهولاً. وأكدت المصادر أن الأطفال الذين تأخذهم المليشيا لا يعودون إلى بيوتهم ومدارسهم غالباً، بل يتم زجهم إلى الجبهات. وقد يعودون، لكن، جثث هامدة أو مجرد صور خضراء ملصقة بالجدران والأطقم العسكرية، وتحصل أسر الضحايا على جزء من هذه الصور، ليصدموهم بما فعلوه بفلذات أكبادهم، حيث يجدون أن المليشيا قد أضافت لأسماء أولادهم المفقودين، لقب «شهيد».