عايدة العبسي، اسم ستتذكره مدينة تعز لفترة طويلة.. حالة خاصة من البذل.. ناشطة من طراز مختلف.. مثل لها تحرير تعز واليمن أقصى أمانيها.

ومبكراً انحازت الناشطة عايدة العبسي لتعز وخدمتها وللعمل الإغاثي للسكان.

ولعام كامل عاشت في منزل على خط النار.. كانت تبحث عن مأكل ومشرب للأيتام والأطفال في الوقت الذي كان يخلو منزلها من الأكل. وقضت شهوراً وسنين وهي تتابع من أجل سفر ابنها الجريح في الجبهة الشرقية ولم يلتفت إليها أحد.

بيع كُلْية

وفي معمعة توقف الرواتب عن محافظة تعز، أعلنت عايدة عن استعدادها لبيع إحدى كُليتيها لإنقاذ أطفالها، فيما تصدرت مسيرة «البطون الخاوية» إلى عدن للمطالبة بصرف رواتب المحافظة التي عانت كثيراً.

يقول محمد الحذيفي مراسل قناة الإخبارية السعودية في تعز: «لقد شاركتْ في مختلف الفعاليات والاحتجاجات المناهضة لميليشيا الانقلاب الحوثية، وتنقلت من جبهة إلى أخرى لمساندة المقاومة والجيش الوطني».

مرارة

مع كل الجهد المبذول وتراكم القهر، كانت مرارة عايدة قد أصيبت ليتقرر إجراء عملية جراحية لإزالتها والتي كان مصيرها الفشل بسبب خطأ لأحد الأطباء، لتقضي أسبوعين متحدية حالة تسمم تام للجسم. وفيما كان رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك يتفاعل مع حالة الإنسانة المناضلة عايدة العبسي ويوجّه بدعم عاجل قيمته مليون ريال وسفر للخارج لأجل العلاج، كانت أنفاس حياتها قد غادرت من دون إياب.

يقول الناشط أكرم الحميري: «ماتت عايدة ورحلت بهدوء من دون أن تزعج أحداً».