شهدت مدينة عدن اليمنية، أمس، عمليتين إرهابيتين، تبنت ميليشيا الحوثي واحدة منها، وكان مراسل «البيان» في موقع الهجوم وروى تفاصيله، فيما لم تتبن أية جهة التفجير الثاني، الذي يحمل بصمات تنظيم داعش الإرهابي، وسط ترجيحات بأن يكون الهجومان أحد مظاهر التحالف الخفي بين ميليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية، في انعكاس ميداني للتحالف الأعلى بين إيران وقطر.

وأعلنت السلطات الأمنية في عدن حالة الاستنفار القصوى عقب الهجوم الإرهابي المزدوج الذي تبنت ميليشيا الحوثي أحده، حيث أدى الهجومان إلى مقتل 49 شخصاً بينهم القائد العسكري البارز منير اليافعي أبو اليمامة. وانتشرت قوات الأمن في مختلف أنحاء المدينة، كما شددت من إجراءات التفتيش خشية وجود سيارات مفخخة لتنفيذ هجوم إرهابي آخر وبالتزامن مع تحليق مقاتلات التحالف في سماء المدينة.

من جهته قال الناطق الإعلامي باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي، وضاح الدبيش، إن الهجوم الذي استهدف العرض العسكري في البريقة أدى إلى استشهاد العميد منير أبو اليمامة والعميد راجح بن نصور، بالإضافة إلى عدد من أفراد القوات الأمنية.

وبالتزامن مع هذا الهجوم نفذ أحد الإرهابيين يرجح أنه من تنظيم داعش، هجوماً انتحارياً استهدف قسم شرطة مديرية الشيخ عثمان أثناء الطابور الصباحي للجنود ما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص وإصابة 16 آخرين. وقد دانت الأوساط السياسية والشعبية العمليتين الإرهابيتين اللتين أكدتا مستوى التنسيق بين الجماعتين الإرهابيتين في استهداف المناطق المحررة.

استهداف للسلام

وأكدت الحكومة الشرعية في بيان لها إدانتها الهجومين الإرهابيين المتزامنين اللذين استهدفا قوات الحزام الأمني بمعسكر الجلاء، وقسم شرطة الشيخ عثمان بمدينة عدن، ما أسفر عن سقوط مدنيين أبرياء وجنود وضباط أبطال منهم القائد منير اليافعي.

وقال بيان الحكومة: إن تزامن الهجومين الإجراميين يؤكد أن مصدرها وغايتها واحدة، وهي استهداف استقرار وأمن مدينة .عدن وقطع الطريق على كل فرص السلام والاستقرار في -اليمن كوسيلة لتحقيق المخططات الإرهابية التي تتلاقى وتتحرك بدعم من إيران.

وشددت على أن الهجوم يبرز الدور الإيراني المعادي والتدميري في اليمن من خلال دعمها ورعايتها لميليشيا الحوثي الإجرامية وتزويدهم بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة والأسلحة النوعية، بغية نشر الفوضى وتمكين مشروعها العنصري. وأكدت أن الهجومين يثبتان بأن ميليشيا التمرد الحوثية وغيرها من الجماعات الإرهابية المتطرفة تتقاسم الأدوار وتكمل بعضها بعضاً في حربها على الشعب اليمني وسعيها لضرب الاستقرار والأمن.

وأكدت الحكومة أنها لن تفرط بتضحيات الأبطال ودماء الشهداء التي سالت لتحرير عدن وسائر مدن اليمن من قوى الإرهاب والتمرد الحوثية، وأنها ماضية في طريق استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب بكل الوسائل والأدوات، وستظل «عدن» وكل المدن المحررة شامخة وقوية.

وقالت الحكومة إن الجرائم التي ترتكبها ميليشيا التمرد الحوثية تستدعي أن تقف جميع القوى الوطنية في صف واحد لمواجهة مشروع «إيران» وأدواتها في «اليمن»، وتؤكد أنه لا يمكن أن يعم السلام في اليمن ما لم يتم إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة لسلطتها على كل مناطق اليمن.

إدارة الإرهاب

في السياق، أكد السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر أن الحادثين الإرهابيين المتزامنين بالعاصمة المؤقتة عدن يؤكد توحيد أهداف إيران وحليفيها القاعدة وداعش. وفي تغريدة له على «تويتر» قال آل جابر:«الاستهداف المتزامن من قبل الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران لأمن واستقرار العاصمة عدن مؤشر قوي لتوحد أهدافها مع أخواتها الإرهابية داعش وتنظيم القاعدة».