أعربت دولة الإمارات، عن أسفها الشديد ورفضها القاطع، جملة وتفصيلاً، لجميع المزاعم والادعاءات التي وُجهت إليها حول التطورات في عدن، مجددة موقفها الثابت كشريك في التحالف، والعازم على مواصلة بذل قصارى جهودها لتهدئة الوضع الراهن في جنوب اليمن. جاء ذلك خلال البيان الذي أدلى به سعود حمد الشامسي، نائب المندوبة الدائمة والقائم بالأعمال لدى البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة بصفته الوطنية، أمام الاجتماع الوزاري الخاص الذي عقده مجلس الأمن الدولي، حول التحديات التي تعترض تحقيق السلام والأمن في الشرق الأوسط، في إطار البند المعنون «صون السلم والأمن الدوليين».
وأكد الشامسي، قلق دولة الإمارات البالغ الذي عبرت عنه في تصريح رسمي قبل أيام، إزاء المواجهات المسلحة في عدن بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وعلى دعوتها للتهدئة وعدم التصعيد من أجل الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين اليمنيين.
وأوضح الشامسي، أن هذا هو الموقف نفسه الذي اتخذته دولة الإمارات كشريك رئيسي في إطار التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، مذكراً بالتضحيات الكبيرة التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة في سبيل تحقيق ذلك، مما يدحض جملة تلك المزاعم التي يتم الترويج لها اليوم في سياق الخلافات والانقسامات التي لا ترى دولة الإمارات نفسها طرفاً فيها. كما حرص الشامسي خلال بيانه على إعادة التذكير بموقف دولة الإمارات الساعي نحو دعم إعادة الشرعية والاستقرار لليمن.
دور مهم
وأشار إلى أنه بناءً على طلب رسمي من الحكومة الشرعية في اليمن، وبصفتها عضواً في تحالف دعم الشرعية الذي تقوده المملكة العربية السعودية، اتخذت دولة الإمارات إجراءات حاسمة ضد اعتداءات الحوثيين من أجل دعم الحكومة الشرعية في اليمن. واستعرض الشامسي جانباً من الدور الإماراتي في اليمن، قائلاً: «لا ننسى الدور المهم الذي قامت به بلادي في تحرير عدن ومعظم الأراضي التي احتلها الانقلاب الحوثي، ومنعت بدورها الجماعات الإرهابية من استغلال الفراغ الأمني خلال هذه المراحل الحساسة والصعبة».
جهود إعمار
وأضاف: «دولة الإمارات استطاعت لعب دور في الجهود الكبيرة التي بذلت لإعادة إعمار المناطق المحررة، وتقديم الدعم المادي والتقني السخي للشعب اليمني، وأسهمت في مواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، كما دعمت كافة جهود التحالف لحماية حرية الملاحة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر». وأوضح أنّ دولة الإمارات قامت بكل ذلك رغم عجز الحكومة الشرعية في اليمن عن إدارة شؤونها الداخلية وضعف أدائها، وأيضاً بالرغم من أجواء الانقسام الداخلي السياسي والمناطقي المستشري الذي لم تستطع الحكومة إدارته بالحوار البنّاء، والتواصل مع المكونات اليمنية كافة.
دعوات حوار
وجدّد الشامسي الدعوات للحوار الجاد والمسؤول التي أطلقتها دولة الإمارات مراراً وتكراراً للأطراف كافة لإنهاء الخلافات الداخلية، وتحقيق وحدة الصف في سبيل الحفاظ على الأمن والاستقرار. وقال: «ليس من اللائق أن تعلق الحكومة اليمنية شمّاعة فشلها السياسي والإداري على دولة الإمارات، والذي تجلى في البيان السلبي للحكومة اليوم (أمس)».
وأضاف قائلاً: «إن دولة الإمارات وبصفتها شريكاً في التحالف، ستبذل قصارى جهدها لخفض التصعيد في جنوب اليمن»، مؤكداً أنها كانت جزءاً من الفريق المشترك مع المملكة العربية السعودية الذي سعى إلى الحفاظ على المؤسسات الوطنية في عدن، إبان أحداث المجلس الانتقالي الجنوبي، وأيضاً إلى تنسيق الحوار وتحقيق التهدئة والاستقرار بين الأطراف. وتابع قائلاً: «إن هذا هو الدور المتوقع من الدول التي تضع أمن وسلم المنطقة، موضوع نقاش اليوم، نصب عينها». واختتم الشامسي بيانه مجدداً موقف دولة الإمارات الداعي لجميع الأطراف على التركيز على الأهداف المشتركة في اليمن، كما جدّد دعم دولة الإمارات لجهود المبعوث الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث.
يد الخير
إلى ذلك، أكد سياسيون بحرينيون بأن للإمارات اليد الطولى في عمل الخير باليمن، وفي تحقيق مساعي إعادة الشرعية، وإفشال المشروع الإيراني في هذا البلد، موضحين بأن «الإماراتيين معروفون بشجاعتهم ونضالهم وتصبرهم، وهي شجاعة ستستمر حتى انتصار الشرعية، وهزيمة الانقلاب الحوثي».
وقال النائب الثاني لرئيس مجلس النواب البحريني، علي زايد، بأن الدور في اليمن بناء ومشرف، ويعكس تطلعات شعوب المنطقة كافة، بعودة الشرعية لليمن، وإزاحة ميليشيا الحوثي المجرمة والتي أمعنت في قتل اليمنيين، وفي سلب أموالهم، وممتلكاتهم، موضحاً بأن أبناء الإمارات هم مثال في الشجاعة والتضحية والوفاء.
وأوضح زايد بتصريحه لـ«البيان» من العاصمة البحرينية المنامة، بأن الاستجابة الفورية والمستمرة لدولة الإمارات لكل الملفات الإنسانية والمعيشية والمهمة للمواطن اليمني، وسعيها منذ البدايات الأولى لأن تعبر عن مواقفها الأخوية تجاه هذا البلد الذي تحاول إيران لأن تختطفه من هويته العربية وترميه في دهاليز العصور المظلمة، ليؤكد بأن الإمارات هي دولة خير وسلام وإنسانية، ومسؤولية كبرى تجاه أشقائها، مقدمة أبناء دمائها الغالية كقربان لهذه التضحيات.
وبين بأن الإمارات وعبر دعمها وتمويلها المستمر لمعيشة المواطن اليمني، ومحاولاتها الطولى والكبرى لتخفيف الآثار الإنسانية للحرب التي أوجدتها إيران وميليشياتها المجرمة بهذا البلد، ليعبر عن الاهتمام الوافر لإعادة التنمية، وإعادة البناء، والشرعية من قبل.
الإعلام الإخواني الرخيص
من جهته، أكد المحلل السياسي والكاتب أسامة الماجد، بأن لدولة الإمارات دوراً أساسياً في تحرير المناطق اليمنية المختطفة من إيران وعملائها، وفي إعادة الشرعية والأمل، بدءاً من عدن ومروراً بأبين وحضرموت والساحل الغربي كله.
وبيّن بأن الإعلام الإخواني الرخيص والذي يحاول باستمرار هدم الدول العربية، وضرب أساساتها، لم يجد نفعاً، قبالة الحقائق الكبرى القائمة على الأرض اليمنية من خير ومساعدات جليلة، والتي للإمارات ولأبنائها الفضل الأكبر بها، وهي مواقف وتضحيات يقدرها اليمنيون جيداً، ويعتزون بها.
وقال الماجد: «الإمارات لها دور أساسي في دحر المشروع الإيراني في اليمن، وفي إسقاط مخططات الحوثي ومن معه، ولذلك تسعى الجماعات الإخوانجية وتلك التي تسير بفلكها الأسود، لأن تشوه هذه الحقائق وتنتقصها، وتحرف حقيقة مسارها، وهي مساع لن تؤتي أكلها، لأن الإماراتيين معروفون بشجاعتهم ونضالهم وتصبرهم، وهي شجاعة ستستمر حتى انتصار الشرعية، وهزيمة الانقلاب الحوثي».