أعلن الناطق باسم الرئاسة الأفغانية، صديق صديقي، أن طالبان تقتل الشعب الأفغاني بأوامر من قطر، بالتزامن مع اعلان واشنطن وقف المفاوضات مع طالبان، مشيرة إلى أن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود وأن الولايات المتحدة ستواصل الضغط على حركة طالبان ودعم القوات الأفغانية عسكرياً إلى أن تفي طالبان بالتزاماتها.
وقال صديق صديقي، الذي عقد مؤتمراً صحافياً، أمس، في العاصمة الأفغانية على خلفية إلغاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المفاوضات مع طالبان، بسبب التفجيرات الأخيرة في كابول، إن «الشعب الأفغاني لن يقبل أبداً سلاماً غامضاً وغير كامل لن يؤدي إلى ختم الحرب وإحلال السلام». كما وصف وجود قادة طالبان في قطر بأنه «شهر عسل»، مؤكداً ضرورة «إنهاء هذه العملية (المفاوضات في قطر) التي وُلدت ناقصة وعقيمة منذ البداية». حسب ما نقل موقع "العربية نت".
وأضاف: «كانت عملية التفاوض في قطر خاطئة، ونتائجها غير مكتملة منذ البداية، لهذا أبدينا قلقنا للأمريكيين منذ بداية التفاوض وفي الجولة الثانية من المحادثات، كما شاركتنا الولايات المتحدة قلقنا بشأن هذه العملية التي كانت غير مكتملة منذ بدئها». وفق ما أفادت «أفق نيوز» ووكالات أنباء أفغانية أخرى.
وإثر وقف المفاوضات، أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة لا تستبعد استئنافها شرط أن «تغير (طالبان) سلوكها» وتحترم تعهداتها. كما أكد أن الرئيس الأمريكي «لم يقرر بعد» ما إذا كان سيمضي قدماً في قراره سحب آلاف من الجنود الأمريكيين من أفغانستان، كما نص عليه مشروع اتفاق تم التفاوض بشأنه مع طالبان.
ورداً على سؤال لشبكة «ايه بي سي» عن مصير المفاوضات بعد إعلان ترامب، قال بومبيو إن المبعوث الأمريكي زلماي خليل زاد مهندس المفاوضات «سيعود إلى دياره حالياً».
وأضاف «آمل أن تغير طالبان سلوكها وتلتزم من جديد الأمور التي تحدثنا عنها»، مشيراً إلى أنه «في نهاية المطاف هذا سيحل عبر سلسلة من المحادثات»، داعياً بإلحاح إلى تنظيم اجتماع مباشر بين الحكومة الأفغانية وطالبان، الأمر الذي ترفضه الحركة حتى الآن. وتابع «نحتاج إلى التزام جدي» من طالبان لاستئناف المباحثات.
وقال من جهة أخرى لشبكة سي ان ان «إذا لم يتصرف (متمردو) طالبان بشكل أفضل ولم يحترموا التعهدات التي قطعوها معنا لأسابيع عدة، بل أشهر، فإن الرئيس الأمريكي لن يخفض الضغط. لن نقلص دعمنا لقوات الأمن الأفغانية».
وحض الرئيس الأفغاني أشرف غني طالبان على وقف العنف وإجراء محادثات مباشرة مع الحكومة. وقال مسؤولون أفغان إن «السلام الحقيقي سيتحقق عندما توافق طالبان على وقف لإطلاق النار».
قرقاش: قرار صائب
أشاد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلق بإلغاء اجتماعه وإنهاء التفاوض مع حركة طالبان، ووصفه بأنه القرار الصائب.
وقال معالي الوزير قرقاش في تغريدة على «تويتر»: «كيف تتفاوض من أجل السلام من جهة وتستمر في ممارسة العنف والإرهاب من جهة أخرى؟»، مشدداً على أن «المصالحات الحقيقية والمستدامة لا بدَّ وأن تبنى على الشفافية والوضوح ونبذ سياسات التطرف والإرهاب».