حذرت جامعة الدول العربية، أمس، من خطة لتصفية القضية الفلسطينية، كما حذرت من أن استمرار التصرفات الإسرائيلية الهوجاء يهدد بإشعال المنطقة بصورة لن تكون في صالح أمن أو استقرار أي طرف، كما دعت إيران إلى رفع يدها عن الساحة اليمنية ووقف تدخلاتها في الدول العربية وتهديد الملاحة في الخليج العربي.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، خلال افتتاح أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بالقاهرة أمس، إن «لدى إسرائيل في اللحظة الحالية غطاءً سياسياً توفره لها الولايات المتحدة، بما يمكّنها من الاعتداء على الأراضي العربية في بعض دول المنطقة كما شهدنا خلال الأسابيع الماضية، إنه نوع من اللعب بالنار وسلوك استعراضي لا غرض من ورائه إلا الدعاية الانتخابية».

وحذر أبوالغيط من خطة لتصفية القضية الفلسطينية، قائلاً: «لقد كانت السنوات الثلاث الماضية زمناً ضائعاً بالنسبة للقضية الفلسطينية.. فبدلاً من أن ننخرط في عملية سلمية جادة وفق مرجعيات واضحة، وجدنا أنفسنا ندور في حلقات مفرغة من انتظار خطط يُعلن عنها ورؤى يجري التبشير بها، بينما الواقع على الأرض لا يبشر بخير أو يدعو للتفاؤل.. إن الخطة الوحيدة التي نراها تُنفذ اليوم للأسف هي خطة تصفية القضية والتضييق الشديد على أصحابها».

تدخّلات إيران

وأكد أن استمرار حالة الاحتراب الداخلي في بعض الدول العربية هو الخطر الأول الذي يتهدد الأمن القومي العربي، قائلاً إن «هذه الحروب وتستدعي تدخل الآخرين في شئوننا، وتفتح لهم الباب للتلاعب بمصائرنا عبر تقسيم البلدان إلى ميليشيات متصارعة وطوائف متناحرة... وما من غرضٍ لهذه التدخلات غير الحميدة سوى توسيع رقعة النفوذ، وإدارة معارك بالوكالـة علـى أراض عربيـة».

وأضاف أن «بعض هذه الصراعات ازداد تأزماً.. فالجرح إن لم يُعالج انتشر وتوغل في الجسد»، مشيراً إلى المعارك العسكرية التي تشهدها المناطق المحيطة بالعاصمة الليبية طرابلس والانقسامات الجديدة التي تهدد وحدة التراب اليمني.

وقال إن «الطرف الحوثي لا يملك قراره وإنما يتلقاه من دولةٍ أخرى»، داعياً إيران إلى أن «ترفع يدها عن الساحة اليمنية وأن تكفّ عن دعم الميليشيات بالمال والسلاح، وأن تتوقف عن تحويل الأرض اليمنية إلى منصّة لتهديد أمن واستقرار الدول المجاورة».

وأشار إلى أن «التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية اتخذت صوراً أكثر خطورة وتهوراً في الشهور الماضية، إذ تجاوزت إشعال الأزمات داخل الدول إلى تهديد أمن الملاحة وإمدادات الطاقة في منطقة الخليج العربي».

ظروف معقدة

من جانبه، أكد وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، في كلمته عقب ترؤسه أعمال جلس مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، أن الظروف المعقدة التي تمر بها المنطقة العربية بجب ألا تنسينا قضية العرب المركزية وهي قضية فلسطين.

وقفة

دعا وزير الشؤون الخارجية الصومالي أحمد عيسى عوض، رئيس الدورة السابقة للمجلس، الدول العربية لوقفة أكثر جدية إلى جانب القضية الفلسطينية، محذراً من «زوالها إذا لم نكن جادين في دعمها وستكون النتيجة لا يحمد عقباها». وقال إن القضية الفلسطينية ستظل على رأس أولوياتنا، مؤكداً ضرورة إنهاء الاحتلال وضمان حق الفلسطينيين.