ما زالت قضية القدس محور اهتمام وصراع مع العدو الإسرائيلي منذ عام 1948 وحتى اليوم، تتعرض يومياً لمحاولات تهويد لوأد الهوية العربية الفلسطينية، من خلال السياسات التعسفية التي تفرضها دولة المحتل على قطاع التعليم، إذ يدفع المقدسيون ثمن صمودهم وثباتهم أمام الإجراءات العنصرية التي تفرضها عليهم مع تصاعد مخطط الاحتلال بالتسلل إلى القدس عبر تطبيق المنهاج الإسرائيلي في المدارس المقدسية.

ففي بداية العام الدراسي 2011 قامت بلدية الاحتلال بتزويد المدارس بالكتب المحرفة، بعد أن شطبت الأجزاء والفقرات ذات العلاقة بالتاريخ والجغرافيا والرواية الفلسطينية واستبدلت بها أخرى يهودية.

غسيل للأدمغة

مدير التربية والتعليم بالقدس سمير جبريل أكد لـ«البيان» أن سلطات الاحتلال حذفت كل النصوص التي حملت معاني الجهاد والمقاومة، فضلاً عن القصائد والرموز الوطنية ودروس التاريخ الفلسطينية، وكل ما له علاقة بالهوية الفلسطينية.

في محاولة منها لتمرير المناهج الإسرائيلية في المدارس المقدسية، عبر ترسيخ مفاهيم الولاء وخدمة دولة الاحتلال، عدا عن غسل أدمغة الطلبة المقدسيين بتاريخ مزيف عن القدس والوجود اليهودي والتعايش السلمي، من خلال دسهم السموم في مناهج التعليم بتغيير معالم وأسماء مدينة القدس العربية إلى الأسماء العبرية، فتسمي القدس بـ«أورشليم» وفلسطين بـ«إسرائيل».

تحديات

إلى جانب تشويه المناهج الفلسطينية يواجه النظام التعليمي في القدس المحتلة تحدياتٍ وقيوداً نتيجة سياسات دائرة المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال.

وفي ذات السياق أشار جبريل إلى أن أهم تلك التحديات نقص الفصول المدرسية، وضعف البنية التحتية، إذ تفتقر مدارس القدس لنحو 1200 وحدة صفية، عدا عن شح الغرف الصفية المفتقرة لأدنى الظروف الصحية ويوشك بعضها على الانهيار، فبلدية الاحتلال تمنع ترميمها أو توسيع صفوفها ومرافقها التعليمية، لا سيما تلك المدارس الرافضة تبني المنهاج الإسرائيلي.

ويحذّر أكاديميون فلسطينيون من الخطر الوشيك لمحو الهوية الفلسطينية للأجيال المقبلة مع تبني 55 بالمئة من مدارس القدس المنهاج المحرف واعتماد 14 أخرى المنهاج الإسرائيلي الجديد.

15000



قامت قوات الاحتلال بتغيير 15 ألف اسم شارع ومدرسة، لتغيير جزء من معالم المدينة المقدسة، إلا أن ذلك حقيقة في المدينة المقدسة بشطريها الشرقي والغربي، التي تم إحصاؤها، حيث أكدت مصادر أن هناك العديد من الشوارع والساحات وغيرها، اتخذت أسماء برؤية استيطانية صهيونية تهويدية خطيرة جداً، بهدف«طمس كامل للمعالم، وللهوية المعمارية.

والمشهد المعماري والتاريخي، والوجود الإسلامي، التي سُميت بأسماء ذات ارتباط بأنبياء وفاتحين وأعيان، شأن مدينة الإسكندرية والقاهرة في مصر، ودمشق في سوريا، وبيروت في لبنان، وغيرها من المدن العربية، إنها أسماء ذات مغزى وقيمة إنسانية وتاريخية ودينية، فاليهود ألغوا كل هذه الأسماء، ووضعوا أسماء ذات مغزى ديني يهودي.