في تأكيد جديد على رفضها التسوية والحل السياسي، أقدمت ميليشيا الحوثي على قصف مواقع القوات المشتركة في مديرية التحيتا، وخرق اتفاق التهدئة في الحديدة، كما بدأت الميليشيا في تنفيذ خطة للتجنيد الإجباري في مناطق سيطرتها.
وقصفت ميليشيا الحوثي، عدداً من المواقع التابعة للقوات المشتركة في الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوب المحافظة، فيما استمرت في خرقها لاتفاق التهدئة في الحديدة. وذكرت مصادر عسكرية، أنّ ميليشيا الحوثي قصفت مواقع القوات المشتركة شمال منطقة الجبلية بالمدفعية والأسلحة الرشاشة والأسلحة المتوسطة، والقذائف والقناصة بشكل مستمر.
ووفق المصادر ذاتها، فإنّ ميليشيا الحوثي أطلقت أسلحتها المدفعية والرشاشة على مواقع القوات المشتركة في منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا جنوب الحديدة. وأفادت مصادر ميدانية في منطقة الفازة، بتجدد قصف الميليشيا على مواقع القوات المشتركة باستخدام المدفعية، وعلى فترات متقطعة، فيما أطلقت النار على المواقع بالأسلحة الرشاشة المتوسطة.
ويأتي القصف الحوثي على مواقع القوات المشتركة، بعد هجوم عنيف شنّته الميليشيا، الثلاثاء الماضي، على مواقع متفرقة للقوات المشتركة، والأحياء السكنية في مدينة الحديدة، وذلك بعد ساعات على إعلان تفعيل آلية التهدئة ووقف إطلاق النار في ختام الاجتماع السادس للجنة تنسيق إعادة الانتشار التي ترأسها الأمم المتحدة.
وأفادت وسائل إعلام محلية حينها، أن ميليشيا الحوثي شنت هجوماً عنيفاً على القوات المشتركة المتمركزة شمال مديرية التحيتا جنوب الحديدة، مستخدمة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والقذائف المدفعية بشكل مكثف وعنيف، إلّا أنّ القوات المشتركة، أحبطت الهجوم، وألحقت خسائر كبيرة بالحوثيين، فضلاً عن قيام القوات المشتركة، بعمليات تمشيط واسعة لتعقب بقية المجاميع الحوثية التي لاذت بالفرار.
تجنيد إجباري
إلى ذلك، بدأت ميليشيا الحوثي الإيرانية، تنفيذ خطة التجنيد الإجباري لخريجي الثانوية العامة في مناطق سيطرتها، ورفضت منح الطلاب الشهادات، إلّا بعد الالتحاق بالمعسكرات. ووفق مصادر محلية في صنعاء، فإنّ مدير قطاع المناهج في وزارة التربية التابعة للمليشيا، أمر بعدم تسليم خريجي الثانوية العامة بقسميه الأدبي والعلمي، وثيقة إتمام المرحلة الثانوية، إلا بعد التحاقهم بالمعسكرات، للقتال في صفوف المليشيا ضد الحكومة الشرعية.
ورافقت هذا الإجراء التعسّفي، رافقتها خطوة أخرى، تمثّلت في إقدام وزارة التربية في حكومة الانقلاب، والتي يرأسها شقيق قائد المليشيا، على إقصاء واستبعاد مئات المعلمات والمعلمين من أعمالهم، وإحلال عناصر من المليشيا بدلاً عنهم.
وكشفت المصادر، عن قيام مليشيا الحوثي بفصل أكثر من ثلاثين من المعلمين ومديري المدارس ورؤساء الأقسام، من أعمالهم في مديرية بني الحارث وحدها، واستبدالهم بآخرين موالين لها. ووفق المصادر، فإنّ هناك أكثر من 8 آلاف مدرسة في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، تحاول استخدامها لخدمة مشروعها، وإجبار المدارس على إقامة أنشطة وفعاليات طائفية، تهدف لغرس أفكارها الطائفية في عقول الطلاب والمعلمين ضمن مساعيها لحوثنة التعليم.
نزوح
أعلنت الأمم المتحدة، أن نحو 350 ألف شخص نزحوا جراء الحرب التي تشنها ميليشيا الحوثي الإيرانية خلال عام 2019. وذكرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، أنه في عام 2019 فقط، نزح نحو 350 ألف شخص. وأوضحت أنّ شبكة الباحثين لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، تغطي أكثر من 42 ألف موقع، للمساعدة على فهم الاحتياجات والأعداد والمواقع والظروف السكانية، بما في ذلك النازحون والعائدون والمهاجرون.