فرضت الحرب على حياة اليمنيين تعقيدات مأساوية، وبالمقابل ظهرت تجارب شبابية فنية، تعمل على مواجهة هذه التداعيات في الكثير من المجالات من بينها «الفنون»، حيث برزت تجارب فنية يمنية عملت على مقاومة الحرب من خلال الأعمال الفنية، التي تسهم في نشر ثقافة الأمل والتفاؤل ومقاومة كل أشكال القهر والظلم.

الظروف الراهنة التي تعيشها اليمن تعتبر من المثبطات التي تقف في وجه الإنجاز إلا أن البعض من المبدعين يعتبرون أن التحدي الحقيقي في مقاومة هذه المثبطات والانتصار للفن وللقيم على حد سواء.

الأمل

الفنانة اليمنية الشابة صابرين أمين الوتيري (22 سنة) نموذج لِما يمكن أن يقدّمه الفن في زمن الحرب، لم تفقد الأمل بفنها وقهرت كل المعوقات والظروف الصعبة التي تعيشها في مدينة تعاني الحرب والحصار منذ 4 أعوام، انتصرت لفنها وشغفها وحولت منزلها إلى متحف ومعرض لأعمالها الفنية أمام الزوار الراغبين بالتعرف على فنها وإبداعها في مجال الرسم التشكيلي والسريالي والمعماري وغيرها من الأنواع الفنية.

تتلاعب صابرين بكل خفة بريشتها التي تلازمها لتجعل من مزيج الألوان لوحات غاية في الإبداع والإبهار غير أنه وفي كل فرحة تتوج بالإنجاز يحل محلها الإحباط عندما يتبادر إلى ذهنها أين سوف تعلق هذه اللوحة وكيف سوف تعرضها على الجمهور؟

دعم

قالت صابرين لـ«البيان»: إن الفن هو الشغف والألوان وهو طريقها للهروب من الواقع والظروف المعيشية التي يعاني منها الكثير في اليمن عموماً وتعز خاصة، والتي أجبرتها على تحويل منزلها أسرتها المتواضع في مدينة تعز جنوب غرب اليمن إلى متحفها الخاص لتعرض فيه لوحاتها متحدية كل المعوقات والمحبطات وتنتصر لفنها وشغفها.

أسرة «صابرين» المـــتواضعة كان لهـــم الدور الأبرز بالرغــم من الظروف التي يعيشونها مع انقطاع المرتبات مع اندلاع الحرب في اليمن إلا أنهم وقفوا معها في توفير مستلزماتها حتى في أقسى أوقات تمارس فيها فنها وشغفها.

ومؤخراً سمحوا لها بتحويل جزء من منزل العائلة إلى «متحف» لرسوماتها وإبداعاتها ليكونوا مثالاً للأسرة المثالية التي تساند أبناءها في كل الظروف لتحقيق أحلامهم.

لصابرين مشاركات لا بأس بها في معارض داخلية على قلتها وطموحها يواكب حلماً لعرض إبداعاتها ليكون في محط أنظار العالم، لتنقل رسالتها إلى العالم وترتقي بفنها لترفع اسم بلدها.