وسط تحذيرات أممية من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن يواصل التحالف الداعم للشرعية مواجهة العوائق، التي تضعها ميليشيا الحوثي أمام إحلال السلام وإعادة الاستقرار مسنودة بإرادة دولية فاعلة لاستئناف مسار التسوية المتوقف منذ نحو عام.
وإذ تتجه أنظار الملايين من اليمنيين نحو العاصمة السعودية التي تشهد ولادة اتفاق الرياض لإنهاء الخلاف بين الحكومة والمجلس الانتقالي، فإن المبعوث الدولي مارتن غريفيث وصل فجأة إلى العاصمة اليمنية في زيارة تؤكد المصادر أنها ستزف بشرى أخرى في إطار تحريك ملف السلام، سواء في ما يخص قضية الأسرى والمعتقلين أو ما يتصل بفتح المعابر إلى مدينة تعز وإعادة فتح مطار صنعاء.
مضامين الاتفاق الذي تم التوافق عليه بعد نحو شهر من المشاورات والجهد الدبلوماسي بذلته المملكة العربية السعودية يعطي أولوية قصوى لتفعيل دور كل سلطات ومؤسسات الدولة اليمنية، حسب الترتيبات السياسية والاقتصادية وإعادة تنظيم القوات العسكرية تحت قيادة وزارة الدفاع وإعادة تنظيم القوات الأمنية تحت قيادة وزارة الداخلية والالتزام بحقوق المواطنة الكاملة لكل أبناء الشعب اليمني ونبذ التمييز المناطقي والمذهبي ونبذ الفرقة والانقسام.
ومع التزام الأطراف المناهضة للانقلاب بوقف الحملات الإعلامية المسيئة بكل أنواعها فإنها أكدت توحيد الجهود تحت قيادة تحالف دعم الشرعية لاستعادة الأمن والاستقرار في اليمن، ومواجهة التنظيمات الإرهابية على أن تشكل لجنة تحت إشراف التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية تختص بمتابعة وتنفيذ وتحقيق أحكام الاتفاق وملحقاته.
تخفيف
الخطوات التي يقطعها التحالف في سبيل الوصول إلى حل سياسي للصراع قائم على المرجعيات الثلاث تعكس إدراكاً لأهمية ذلك في التخفيف من الأزمة الإنسانية التي سببتها الحرب التي فجرتها مليشيات الحوثي، فقد أكدت منظمة الصحة العالمية، وفاة 257 يمنياً بوباء الدفتيريا في اليمن، منذ أغسطس 2017م.
وأشارت المنظمة إلى أنه بلغ مجموع حالات الدفتيريا المشتبه بها 4 آلاف و541، فيما سجلت 257 حالة وفاة مرتبطة خلال الفترة من 12 أغسطس 2017 و12 أكتوبر 2019، رغم أنها نفذت حملة تلقيح لثلاثة ملايين و400 ألف طفل ضد الدفتيريا في 186 مديرية.
المساعدات
وفيما تتمسك ميليشيا الحوثي بالمتاجرة بمعاناة المدنيين والأزمة الإنسانية وتوظف كل عائدات الدولة لخدمة مقاتليها، تتحمل دول التحالف النسبة الأعظم من تمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي وضعتها الأمم المتحدة، ومع ذلك ذكرت منظمة الصحة العالمية أن ربع مليون يمني، باتوا على حافة الموت من الجوع، جراء الصراع المستمر الذي دمر البنية التحتية في البلاد.
وأوضحت أن الصراع المستمر والأزمة الاقتصادية الناجمة عن ذلك، «يعدان من العوامل الرئيسية وراء انعدام الأمن الغذائي في اليمن»، إذ إن ما يقدر بنحو 20 مليون شخص، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، فيما يوجد ما يقرب من ربع مليون شخص على حافة الموت من الجوع، إذا لم يحدث تدخل عاجل.
معاناة
مع أن الميليشيا كانت سبباً في كل هذه المعاناة إلا أنها لم تكتف بذلك، بل ذهبت نحو الاستيلاء على المساعدات وحرمان الآلاف منها والمتاجرة بها في الأسواق ووضع العراقيل والعقبات أمام المنظمات الإنسانية، وصادرت كميات أخرى ومنحت اتباعها والعملين معها سلطة المنع والمصادرة، وحولت هذا الجانب إلى مصدر آخر للإثراء.