عاد الشاب أمين عمر إلى مهنته في سوق السمك بعد عام ونصف من نزوحه من منطقة النخيلة الساحلية التابعة لمديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، يبدأ أمين نشاطه في السادسة صباحاً بالذهاب إلى مرسى النخيلة وشراء سلتين من الأسماك التي يجلبها الصيادون ويحملها بدراجته النارية إلى سوق الطائف الذي تم استحداثه بعد تدمير الميليشيا لمركز مديرية الدريهمي.

يشير أمين في حديثه لـ«البيان» إلى أن الأوضاع بدأت تتحسن عن ذي قبل والأسواق عادت للانتعاش من جديد، وأن بإمكانه الحصول على الأسماك من مرسى النخيلة القريب منه بعد إعادة ترميمه وتأهيله من قبل الهلال الأحمر الإماراتي، الأمر الذي يوفر عليه الكثير من الجهد والمال.

ويضيف: غادرت قريتي بداية العام 2018 بعد أن ضيّقت علينا ميليشيا الحوثي معيشتنا، كانت قد منعت الصيادين من النزول في عدة أماكن ونشرت شبكات ألغام بحرية بشكل كثيف، ولذلك أحجم الكثير من الصيادين عن العمل خوفاً على حياتهم،.

وكانت كميات الأسماك التي تصل المرسى قليلة جداً ولا تكفي حاجة السوق، بالإضافة لفرضهم ضرائب وإتاوات باهظة يأخذها المشرفون الحوثيون ولا تورد إلى خزينة الدولة، وأكثر من ذلك تمركز عناصر الميليشيا في المرسى بعد اقتراب المواجهات ما جعله هدفاً للغارات الجوية، وبذلك كان الحوثيون قد أوقفوا الاصطياد في منطقة النخيلة بطريقة غير مباشرة.

وبعد تحرير الدريهمي وترميم مرسى النخيلة من قبل الهلال الأحمر الإماراتي عدت لممارسة مهنتي بأمان، ورجعت إلى بيتي بعد عام ونصف عانت فيه أسرتي قسوة النزوح وشظف العيش، فكل الشكر لأشقائنا في دولة الإمارات العربية المتحدة الذين أعادوا إلينا الأمل والحياة الكريمة.

ترميم وتأهيل

كانت ميليشيا الحوثي الإيرانية قد جمّدت كل المهن في الساحل الغربي بممارستها اللامسؤولة، ولأن مهنة الصيد هي المهنة الأساسية والأولى لأغلب سكان المناطق الساحلية بالحديدة، فقد نالها النصيب الأوفر من اعتداءات الميليشيا وجرائمها الوحشية بحق الصيادين، وفي منطقة النخيلة التابعة لمديرية الدريهمي أوقف الحوثيون عمل الصيادين بشكل كامل .

وبعد تحرير الدريهمي أعاد الهلال الأحمر الإماراتي ترميم مرسى النخيلة وتأهيله ليعاود نشاطه مرة أخرى، ويعود معه معظم الصيادين إلى ممارسة مهنتهم كما يوضح لـ«البيان» مدير مركز الإنزال السمكي بمرسى النخيلة محمد غبق.

وبعد خروجها ومن اليوم الأول لتحرير الدريهمي عمل الهلال الأحمر الإماراتي على إعادة الحياة للمشاريع المهمة التي تخدم الناس وتخفف معاناتهم، ومنها ترميم وتأهيل المراسي ومراكز الإنزال السمكي الذي يعد مرسى النخيلة واحداً منها، حيث أعيد بناؤه وترميمه في عام 2018، الأمر الذي سهّل عودة الصيادين إلى مزاولة مهنتهم، إذ يرتاد المرسى أكثر من 365 صياداً وعدد القوارب 150 قارباً.