دأبت مليشيا الحوثي الإيرانية، على تدمير كل ما هو جميل في اليمن، الذي كان يلقب بـ «اليمن السعيد»، حيث دمرت المدارس ومنشآت والبنى التحتية، لتترجم خبثها وحقدها في مخططها القبيح، الذي يستهدف تدمير حاضر ومستقبل اليمن.
ولم يقتصر خطر الألغام الحوثية على الإنسان وحده في مناطق الساحل الغربي لليمن، فالحيوانات أيضاً كان لها نصيب وافر من جرائم المليشيا، حيث نفقت الكثير من المواشي والإبل في حوادث ألغام متفرقة، زرعت عمداً في المراعي والطرقات والحقول الخصبة، في مديريات الخوخة وحيس والدريهمي والتحيتا وبيت الفقيه، وقد كان ضحاياها رعاة الغنم.
وأعلن المشروع السعودي لنزاع الألغام «مسام»، في بيان له، أنه تم انتزاع أكثر من 10 آلاف لغم زرعتها مليشيا الحوثي الإيرانية خلال شهر أكتوبر الماضي، من المناطق والمحافظات المحررة.
وقال مدير المشروع «أسامة القصيبي»، في تصريح، أن فرق مشروع مسام في مختلف المحافظات اليمنية المحررة، نزعت خلال أكتوبر 10820 لغماً زرعتها مليشيا الحوثي خلال شهر أكتوبر، منها 2209 ألغام خلال الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر فقط.
وذكر البيان الذي أصدره المشروع السعودي، أن فريق «مسام»، تمكن من تطهير مئات الكيلو مترات من الأراضي المزروعة بالألغام والعبوات الناسفة، والذخائر غير المنفجرة، وأن إجمالي ما تم إزالته هو أكثر من 100 ألف لغم وعبوة ناسفة وذخائر غير منفجرة، منذ بداية المشروع حتى 31 أكتوبر الماضي.
ويجدر الذكر أن مشروع مسام مشروع إنساني لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام والذخائر غير المتفجرة، أطلقه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في يونيو 2018، ويهدف إلى تطهير الأراضي اليمنية من الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، وتدريب كوادر وطنية يمنية على نزع الألغام، ووضع آلية تساعد اليمنيين على امتلاك خبرات مستدامة لنزع الألغام.
مليون
وتقول وزارة حقوق الإنسان التابعة للحكومة اليمنية الشرعية، إن الحوثيين زرعوا أكثر من مليون لغم في المحافظات اليمنية منذ بداية الحرب، مطلع عام 2015، في نسبة هي الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية.
وأضافت أن عدد قتلى الألغام يتجاوز 1200 من المدنيين، ونحو 2500 آخرين أصيبوا بإعاقات دائمة، ومحافظة تعز هي الكبرى من بين المحافظات اليمنية التي تضررت بالألغام، حيث قتل فيها 416 مدنياً، وأُصيب 822 آخرون.