افتتح حزب الإصلاح الإخواني في اليمن، معسكراً جديداً لقوات «الحشد الشعبي» التي أسسها في محافظة تعز بدعم خارجي، بهدف السيطرة على المحافظة بعد أن تعذر عليه ذلك من خلال السيطرة على تشكيلات الجيش اليمني.
وذكرت مصادر محلية لـ«البيان» أن الزعيم القبلي الإخواني حمود المخلافي، والمقيم في الخارج، افتتح بتمويل إقليمي معسكراً ضخماً في منطقة يفرس التابعة لمديرية جبل حبشي في تعز، ضم الآلاف من المجندين، قائلاً إن هؤلاء كانوا في طريقهم للانضمام للقوات التي تقاتل ميليشيا الحوثي في الحدود مع محافظة صعدة شمال اليمن.
ووفق سكان المنطقة، فإن الزعيم الإخواني التزم بدفع رواتب هؤلاء المجندين، ووعد كل من يغادر صفوف القوات التي تواجه ميليشيا الحوثي، بالحصول على راتبه بالكامل مقابل الالتحاق بهذا المعسكر الذي أقيم في جنوب محافظة تعز. وكان المخلافي قال إنه سيبني هذه الميليشيا بذريعة «حماية تعز من المخاطر والتهديدات التي قد تتعرض لها».
وحسب المصادر، فإن الحزب الإخواني حشد هؤلاء المقاتلين وبدأ في تدريبهم على استخدام السلاح بواسطة ضباط سابقين في الجيش يدينون بالولاء لـ«الإخوان»، بالتزامن مع واقعة اغتيال العميد عدنان الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع في مديرية المعافر، والذي كان يشكل حائط صد أمام محاولة ميليشيا الإخوان السيطرة على المحافظة واستخدامها في ابتزاز التحالف العربي والحكومة على حد سواء، لضمان استمرار تحكمه بالقرار.
وكانت ميليشيا حزب الإصلاح الإخواني قد شرعت منذ أشهر عدة في تأسيس قوات الحشد الشعبي، وجنّدت خمسة آلاف شخص بدعوى مساندة قوات الشرعية في مواجهة ميليشيا الحوثي، مع أن المحاور التي تتواجد فيها الميليشيا التابعة للإخوان توقفت فيها المواجهات منذ ما يزيد على العامين، إلا أن الهدف غير المعلن هو استباق أي خطوة لإعادة هيكلة قوات الجيش وتنقيتها من الدخلاء، وحتى يحتفظ «الإخوان» بجناح مسلح خاص على غرار ميليشيا الحوثي.
ورغم وجود أكثر من 35 ألف جندي مسجلين في سبعة من ألوية الجيش التي يقودها منتمون لجماعة الإخوان، إلا أنها عجزت عن تحرير أجزاء المدينة الشرقية التي لا تزال تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، التي لا يزيد عدد أفرادها المنتشرين في المحافظة على سبعة آلاف مسلح.
تعهّد بالثأر
إلى ذلك، أكدت الحكومة اليمنية أن دم العميد عدنان الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع، الذي استشهد بعملية آثمة وجبانة لن يذهب هدراً، وخلال استقبال نجل الحمادي، أكد رئيس الحكومة التزام حكومته بتقديم كافة أشكال الرعاية والاهتمام بأسرة الحمادي وفاءً وتقديراً لتضحياته الجسيمة وما سطره من ملاحم بطولية في معركة استعادة الدولة والشرعية والدفاع عن الجمهورية حتى استشهاده. وقال إن خسارة هذا البطل فاجعة كبيرة ليس لأسرته فقط، بل للوطن الذي فقد واحداً من أشجع رجاله الصناديد والقادة الأكفاء.