يعد جامع المظفر (المدرسة المظفرية) واحداً من أبرز المعالم التاريخية الحضارية السياحية، التي تزخر بهـا مدينة تعز.

ويمتاز مسجد المظفر بتكوين جمالي جذاب، حيث تقابلك مئذنته، التي تعرضت للقصف من ميليشيا الحوثي في العام 2015، وقبابها البيضاء مختلفة الارتفاع، وكأنها تسبح في السماء، تحيط بها خلفيات بألوان داكنة من المرتفعات الصخرية، أما معماره فقد نجح في تحقيق التوازن بين الكتل والفراغات، وميزها بحشد من الزخارف المبهرة سواء من الداخل أو من الخارج.

ولا سيما في بواطن القباب التي غطت بزخارف متنوعة، فتبدو وكأنها لوحة فنية متقنة، تدلك على ذوق فني رفيع بتكرر الوحدات الزخرفية في تردد سيمفوني متناغم، عكس براعة وإتقان، ما جعلها سجلاً لعناصر الفن والعمارة الإسلامية خلال العصور المتعاقبة.

كان المسجد منذُ إقامته وعلى مر العصور المتعاقبة، محور اهتمام الحكام؛ لدوره كونه جامعاً كبيراً في المدينة، ومن أقدم المدارس، والنموذج الأول الذي انتهجته كثير من المدارس الرسولية بعد ذلك.

ويحتوي الجامع على محراب يضم فنوناً من النقوش الإسلامية بآيات قرآنية وزخارف جصية كتابية وهندسية ونباتية، يجاور المنبر الذي تم تمت صناعته في مدينة حلب السورية قبل ما يقارب الـ (25) عاماً ويمثل آية في الزخرفة والتطعيم اللوني.

القباب العامرية

وخضع الجامع لإضافات متعددة، كان منها قيام السلطان عامر بن عبد الوهاب مؤسس الدولة الطاهرية بين عامي

(858-923هـ) بتشييد قباب الجامع المعروفة بالقباب العامرية، وهي لا تزال محتفظة ببهائها وجمالها كأنها شيدت بالأمس.

وقد زخرفت باطن القباب العامرية وجدرانها بالكتابة الأنيقة والألوان الزاهية المتناسقة وبثرائها بالعناصر الزخرفية الملونة الرائعة، التي تشكل لوحات فنية إسلامية راقية نادرة الوجود، غير أن الكثير من هذه القباب قد بهتت زخارفها وطمست بفعل عوامل الزمن والجهل والإهمال.

وتظهر في مقدمة الجامع أو الجهة الشمالية ثلاث قباب كبيرة، وبين كل قبة كبيرة أربع قباب أصغر حجماً، وتُعَدُّ هذه القباب من أجمل وأكبر وأقدم القباب في سجل تاريخ قباب المساجد باليمن، التي تصل عمرها إلى نيف وخمسمائة سنة.

روحانية

بروحانية خاصة وبعبق تاريخي يغمر الداخل إليه لحظة تجاوز عتبة الباب، يمتاز جامع المظفر والذي يعد جامعاً لصلوات العيدين والجمعة، ويحرص عديدون على التعبد فيه والاعتكاف أيام شهر رمضان الكريم، والذي تصدح من أرجائه التراتيل والتراحيب العذبة ساعات السحر، وما زالت تترك ذكرياتها في أذهان ساكني المدينة.

4

باب موسى، أحد الأبواب الأربعة المتبقية لسور تعز القديمة إضافة إلى الباب الكبير، ومنذ عقود وهذا المعلم يعاني الإهمال وتعاظم خطر تهدمه منذ اجتاحت الحرب تعز وتعرضها للقصف واستمرار حصارها من قبل ميليشيا الحوثيين.

وبحسب مصادر تاريخية فقد سُمي باب موسى بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ موسى بن أحمد، والذي تم دفنه في مقبرة الأجينات بجانب قبر الفقيه نفيس الدين سليمان بن إبراهيم العلوي- جده أحمد بن موسى بن عمران الشافعي الذي عاش في مدينتي تعز وعدن.

ويقول المؤرخ الراحل محمد محمد المجاهد إن باب موسى لم يكن سوى باب صغير ثم قام بتوسيعه الوالي محمود باشا سنة 869هـ. وهناك من يقول إن بناء باب موسى يعود إلى عام 943هـ مع بناء السور، وهناك أيضاً من يقول إن باب موسى كان عبارة عن ممرٍ ضيق.