الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد أبعد أنظار الكثيرين عن مناطق الصراع الساخنة حول العالم، مع تركيز بؤرة الاهتمام في وسائل الإعلام بمختلف أنواعها على الوباء، في ظل حالة الذعر العالمي من ذلك الوباء القاتل، في الوقت الذي يتحدث فيه مراقبون عن تأثيرات مباشرة لتفشي كورونا في تلك المناطق الساخنة، مع انشغال العالم بمواجهة الفيروس.
بوادر هدن استثنائية أو هدوء نسبي قد تشهدها مناطق الأزمات في المنطقة بصفة خاصة، في ظل المخاوف المتنامية من تفشي الفيروس، ومع انشغال العالم بمواجهته، بما يعطل خطط الأطراف الإقليمية والدولية المتداخلة في تلك الأزمات، لا سيما الخطط السياسية والاجتماعات الهادفة لحلحلة تلك الأزمات، والتنسيق بين تلك القوى وبعضها، ومن ثم صار التأجيل سيد الموقف، وربما ينعكس ذلك أيضاً على الوضع الميداني.
مهدد قوي
وطبقاً لمراقبين، فإن انشغال العالم بمُهدد حقيقي وقوي للأمن والاستقرار الدوليين، ولحياة الناس، يُنحّي ملفات كانت تمثل أولوية قصوى قبل ظهور الفيروس جانباً، كما يؤجل أيضاً المشروعات السياسية المختلفة في ظل الذعر العالمي الذي يشكله كورونا.
على صعيد سوريا على سبيل المثال، يقول السياسي السوري، إبراهيم كابان، لـ«البيان»، إن فيروس كورونا قد يؤثر بشكل مباشر في سوريا داخلياً، لا سيما لجهة الوضع الاقتصادي والمعيشي والإنساني، ويتوقع في الوقت ذاته أن يؤثر بصورة مباشرة في خطط ومشاريع وتحركات الأطراف الإقليمية والدولية المتداخلة بالملف السوري.
إن الذعر الذي يثيره الفيروس ربما يشكّل فرصة لبعض مناطق الصراع، وتهدئة إجبارية مدفوعة بتلك المخاوف التي تنتاب العالم بأسره من تفشي الوباء، هذا ما يؤكده مسؤول يمني استهل حديثه مع «البيان» بالمثل القائل «رب ضارة نافعة».
ويقول المسؤول اليمني، وكيل وزارة حقوق الإنسان في اليمن، نبيل عبد الحفيظ، إن «محدودية الحركة الجوية والتنقلات الخارجية ربما تؤثر في اليمن»، لكنّه في الوقت الراهن لا يتوقع تأثراً كبيراً للوضع السياسي والميداني في بلاده بالوباء المنتشر عالمياً، على اعتبار أن «هناك حالة توتر سياسي واسعة داخل اليمن، وهناك توجس دائم من نشاط وجرائم الحوثي، وعليه فإن الوضع على ما هو عليه -حتى الآن- لم يتأثر».
ولفت لـ«البيان» من القاهرة، إلى أن بلاده «لم تسجل أي إصابات بالفيروس»، منوهاً بقرار تعليق الرحلات الجوية مدة أسبوعين المتخذ من قِبل مجلس الوزراء؛ من أجل محاصرة الفيروس وعدم وصوله إلى اليمن.
واستطرد: «اليمن يعيش كارثة إنسانية حقيقية»، ولفت إلى شكل من أشكال التأثير، المرتبط بـ«توجيه منظمات دولية مساعداتها في اليمن إلى دعم مراكز الحجر الصحي، سواء الموجودة في مناطق سيطرة الحكومة أو مناطق سيطرة الميليشيات، في ظل التوجه العالمي لمحاربة الوباء».