حذر أطباء في الجزائر من الاستعمال الفردي لدواء "كلوروكين دوت" واللجوء إلى المستشفيات سيما بعدما شهدت الصيدليات إقبالاً كبيراً من قبل الجزائريين على الدواء حيث تم تكديسه في البيوت، في وقت خلّف تصريح وزير الصّحة وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، حول استعمال دواء "كلوروكين" مع مضاد حيوي آخر، لعلاج المصابين بفيروس "كورونا"، جدلاً واسعاً، لدرجة كسر البعض الحجر الصحي ومعتقدين أن الجزائر نجحت في إيجاد علاج فعال لكوفيد 19.



بمجرد إعلان وزير الصّحة تطبيق (بروتوكول) علاج للمصابين بفيروس كورونا، والمتمثل في دواء "كلوروكين" الموجه لعلاج الملاريا، استبشر المواطنون الجزائريون خيراً، بل خرجوا يحتفلون في الشوارع، وكأن الجزائر ستقضي على الوباء، في وقت لم يفهم البعض أخطاره حيث توافدوا على الصيدليات بكثرة وجلبوا كميات كبيرة.



والكلوروكين دواء يعطى للمرضى بالملاريا والروماتيزم وأمراض أخرى، لكن مختصين وناشطين حذروا الجزائريين من استعماله دون إشراف من الأطباء وداخل المؤسسات الاستشفائية.



وفي هذا السياق قال رئيس عمادة الأطباء بالجزائر محمد بقاط في تصريح تناقلته الصحف الجزائرية بينها «الشروق» إن «نسبة مئوية كبيرة ينفع هذا الدواء في شفائها»، لكنه حذر من استعماله بطرق عشوائية «لا يجب أن يستعمل بصفة عشوائية بسبب انعكاساته على القلب والكبد»، وقال رئيس عمادة الأطباء إنه «يجب استعمال الكلوروكين من طرف الأطباء داخل المستشفيات وفق طريقة يعرفونها هم».



من جهته، قدم الطبيب سمير بوقصة نصائح عبر فيديو على حسابه في فيسبوك بخصوص دواء الكلوروكين ومحاذير استعماله بصفة شخصية، بعد أسئلة تلقاها من متابعيه.



وقال بوقصة إن الدواء يعالج أمراض نقص المناعة الذاتية أو الإصابة بلسعات حشرات ناقلة لميكروبات أساساً، لكنه لا ينفع دوماً في شفاء المصابين بالكورونا، وذكر بأن الأمر لابد أن يخضع لإشراف طبي.



من جهته شرح المختص في الصحة العمومية، فتحي بن أشنهو، معنى مصطلح بروتوكول علاج، فأكد أنه مصطلح تقني طبي، ويعني سلسلة الإجراءات المتخذة لعلاج مسألة طبية أو جراحية معينة. وقال كان الأجدر بالوزير «أن لا يستعمل مصطلحاً طبياً يفهمه الأطباء فقط، وقد يثير البلبلة لدى الرأي العام، المتكون من مختلف الطبقات الاجتماعية»، وهو ما اعتبره بن أشنهو «سوء تواصل مع المواطنين في فترة حساسة)، وهو نفس الخطأ الذي يقع فيه البعض، والذين يستعملون مصطلح فيروس كورونا كوفيد 19 دفعة واحدة، رغم أن المصطلحين نفس الشيء.



أما بخصوص دواء كلوروكين المعلن، فقال المختص في الصحة العمومية، إن هذا الدواء تستعمله الدول لعلاج الملاريا المنتشر في بعض الدول الإفريقية، وحسبه»سبق لأنصار المنتخب الوطني الذين تنقلوا إلى أم درمان السودانية، لمتابعة مقابلة الفريق الوطني أمام نظيره المصري، استعمال الدواء بتوصيات من وزارة الصحة، تجنباً للإصابة بالملاريا«.



وعن فعالية هذا الدواء، يؤكد محدثنا، بأنه لا يزال في مرحلة التجربة، وتعتبر الصين أول بلد أعلنت فعاليته في معالجة الحالات المستعصية للإصابة بكورونا، حسب منشوراتها الطبية، لتتبعها فرنسا، أين جربه طبيب معروف بمدينة مرسيليا على 24 مريضاً بالكورونا.



ويستعمل»الكلوروكين) بحذر، حيث قال بن أشنهو (الدواء وعلى غرار بقية الأدوية لديه مضاعفات جانبية، وأهمّها تأثيره في القلب، ولذلك فالجزائر ستستعمله فقط على الحالات الخطيرة من المصابين بكورونا، والذي دخلت حالتهم مرحلة الخطر)، كما يقدمه الأطباء وفق جرعات وتوقيت معين، هم أدرى به، ولا يمكن مطلقاً لأي مواطن أخر استعماله بمفرده. ويضيف المتحدث، الجزائر وكغيرها من الدول (وجدت نفسها مضطرة لتجريب هذا الدواء على المرضى، لأننا في مرحلة تشبه الحرب، وجميع الحلول متاحة للتجريب، درءاً للخطر). ليؤكد أن دولاً مثل فرنسا وإيطاليا والمغرب وحتى أمريكا بدأت في إعطائه لمرضاها المصابين بالكورونا.



وبدوره شدد عضو اللجنة العلمية لرصد تفشي فيروس كورونا، ورئيس عمادة الأطباء الجزائريين البروفيسور بقاط بركاني ،على ضرورة التقيد العلمي بالبروتوكول بالنسبة للجرعة اليومية للحالات المصابة، وأن المستشفيات هي المخولة الوحيدة باستعمال الدواء، وليس المواطنين، داعياً للتقيد بالإجراءات الوقائية خاصة الحجر المنزلي، لأنها السبيل الوحيد للوقاية من وباء كورونا.