رغم الآمال التي تشكلت على قبول الأطراف اليمنية وقف إطلاق النار لمواجهة مخاطر فيروس كورونا المستجد إلا أن الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحوثي في تعز والجوف تدفع نحو إطالة أمد الحرب وتجهض كل آمال السلام.



وبعد استهداف ميليشيا الحوثي سجن النساء في مدينة تعز وقتل ست من نزلائه وطفل، ومن ثم استهداف طفلين في حي عصيفرة وقتل أحدهم وإصابة آخر، وما رافق ذلك من مداهمات واعتقالات في محافظة الجوف دفع الشرعية إلى الرد على تلك الجرائم وتفعيل جبهات المواجهات مع الميليشيا في المحافظتين وفي محافظتي البيضاء وحجة.



ورأت الحكومة أن المواقف الضبابية للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث تجاه تلك الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحوثي تطيل أمد الأزمة ولا تخدم جهود إنهاء الحرب وإحلال السلام. وتمنح الميليشيا ضوءًا أخضر لتصعيد عملياتها العسكرية واستهدافها المتكرر للمدنيين والتي كان آخرها قنص طفلين في تعز استشهد أحدهما والثاني يعاني من جروح بليغة.



واعتبرت الشرعية أن عدم توجيه المبعوث الخاص لليمن أصابع الاتهام صراحة للميليشيا مؤسف جداً ولا يرقى لحجم الجريمة الإرهابية ووجهت الدعوة للرجل لزيارة مدينة تعز والاطلاع على موقع الجريمة الإرهابية في السجن المركزي بالمدينة واستمرار الحصار المفروض على المحافظة في ظل الصمت الدولي منذ العام ٢٠١٥م، ليكتشف كذب وزيف ادعاءات الميليشيا ومحاولاتها البائسة لتغطية جرائمها النكراء.



ووسط هذه الجرائم ذهبت الميليشيا نحو التصعيد مع الأمم المتحدة، وهددت برنامج الغذاء العالمي بتسجيلات مصورة قالت إنها صورتها خلال اجتماعات خاصة عقدت معها لمناقشة آلية تقديم المساعدات الإغاثية عبر النقد بدلاً عن المواد الغذائية التي كانت الميليشيا تسرقها.



وهذه العراقيل التي تواجه العمل الإغاثي أكدت عليها منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليزغراندي في بيانها أمس وقالت إن اليمنيين يواجهون مشاكل إنسانية هائلة في هذا البلد. ولا يوجد سبب ولا مبرر لاستمرار هجمات الحوثيين على المدنيين، وقالت إن الوقت قد حان للطرفين للجلوس سوية للتوصل إلى حلول سياسية.



ونبهت إلى أن اليمن لا يزال يشهد أسوأ كارثة إنسانية في العالم. ويحتاج ما يقرب من 80 في المئة من السكان إلى نوع من أنواع المساعدات الإنسانية والحماية. وأصبح عشرة ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وسبعة ملايين شخص يعانون من سوء التغذية.