أوضاعٌ إنسانية معقّدة يعيشها أطفال اليمن منذ انقلاب ميليشيا الحوثي قبل أكثر من خمس سنوات، كانوا ولا يزالون أبرز ضحايا الحرب وأكثر فئات المجتمع تضرّراً، وهو الأمر الذي توثقه منظّمة يونيسيف التي أحصت بدورها مقتل وإصابة أكثر من 6700 طفل يمني خلال خمس سنوات، فضلاً عن وفاة 30 ألف طفل يمني بسبب سوء التغذية.
يعيش ساهر طه، الطفل البالغ من العمر 12 عاماً، مع أسرته المكونة من خمسة أشخاص في مخيم البيرين للنازحين، بعد أن أجبرتهم الحرب على ترك منازلهم والنزوح بحثاً عن مأوى آخر في المخيمات.
ولعل وراء نزوح أسرة ساهر حكاية، لقد هاجمت ميليشيا الحوثي قريتهم الصغيرة «العفيرة» الواقعة شمال غربي تعز واستهدفتها بمختلف أنواع الأسلحة، ما اضطر سكان القرية لترك منازلهم والنزوح.
أجبرت الأوضاع الصعبة الطفل ساهر وإخوته على العمل في أحد الأسواق القريبة، من أجل توفير أبسط متطلّبات الحياة.
يحكي ساهر لـ«البيان»، عن صعوبة الحياة وظروف عمله شهراً في ظروف صعبة أجبرته على ترك الدراسة، من أجل مساعدة أسرته.
حلّ شهر رمضان على ساهر وأسرته وهم يعيشون في المخيّم للعام الثالث توالياً، كم كان يتمنى أن يأتي شهر رمضان إلّا وقد عادوا إلى منزلهم وانتهت الحرب والمعاناة. قلقولا تعد الحرب البعبع الوحيد الذي يؤرّق مضاجع أهل اليمن، إذ يثير فيروس كورونا القلق.
وعلى الرغم من بطء انتشاره حتى اليوم، إلّا أنّ الجميع يعيشون الخوف من توقعات تفشي الوباء بسبب تردي القطاع الصحي الذي لن يكون قادراً على المواجهة التي عجزت دول كبرى عنها.
يتمنى ساهر ألّا يجد كورونا موطئ قدم في اليمن، إذ إنّ المخاوف كبيرة في ظل انعدام الإمكانات، لاسيّما لمن يعيشون في مخيم للنازحين بلا منزل، فيما يصعّب تقارب الخيام من بعضها الحجر المنزلي أو حتى توفير متطلباته من ماء وغذاء، على حد قوله.