تعافى الطبيب اليمني عبدالفتاح السعيدي من فيروس كورونا، إلّا أنّه لم يكتفِ بمداواة نفسه بل أطلق مبادرة لإنشاء مستشفى ميداني في عدن، وتقديم الاستشارات الطبية عن بعد للمصابين دون مقابل. دشّن السعيدي الذي كان حديث سكان عدن إثر انتقال عدوى كورونا له جراء مخالطته زميلاً له، مبادرة «أنا طبيب أنا أستطيع» بهدف الوصول لكل من يحتاج المساعدة الطبية في منزله.
ويقول السعيدي: «أعطنا المعلومات والأعراض ونطلب منك الفحوص، نناقشها مع خبرات علمية كبيرة من داخل البلد ومن خارجه ممن لهم خبرة في مجابهة الجائحة في مستشفيات العزل، ثم نرسل لك العلاج بطريقة مبسطة مع الشرح برسالة صوتية وفيديو، وإذا ما لزم الأمر سيتم التواصل مع فرق الرصد والفرق التطوعية لتوزيع الأوكسجين والصيدليات والمستشفيات ومراكز العزل في البريقي مع أعضاء المبادرة الموجودين في المستشفيات ومراكز العزل».
ويشير السعيدي إلى أنّه تمّ علاج ومساعدة عدد من الحالات عبر المبادرة، لافتاً إلى أنّ المشاركين يستعينون بكوادر أكاديمية وخبرات عالمية في مكافحة الفيروس وعلى رأسهم الخبير الدولي د. عامر البعداني من ووهان الصينية. وطمأن سكان المدينة بأنّ نسبة الشفاء من الفيروس عالية للغاية وتتجاوز 95 في المئة باستخدام بروتوكولات عالمية معدلة لتتناسب مع الوضع والإمكانات في اليمن. وكشف عن أنّه سيكون للعاملين في المبادرة وفي القريب العاجل مستشفى ميداني بالشراكة مع أصحاب أيادٍ بيضاء.
وكان السعيدي بث بعد إصابته بالفيروس مقطع فيديو يظهره وهو يعاني السعال الشديد وارتفاع درجة الحرارة. وأشار السعيدي إلى أنّ الهدف من ذلك مواجهة الشائعات التي تساعد على تفشي المرض بإيهام الناس بالحديث عن وباء غريب وغيرها من القصص التي امتلأت بها مواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف: «منذ مرضت، لم يزرني أحد أو يعطِني أحد إبرة أو دواء، ولم تصل مياه السيول الجارفة إلى بيتي بحيث أصاب بطاعون رئوي كما روج البعض، التزمت غرفتي لا أخرج إلا دقائق إلى سطح منزلي».