ألهمت جائحة «كورونا»، عدداً من طلاب الجامعات في تعز، ابتكار جهاز تنفس اصطناعي، في محاولة لدعم جهود مكافحة الفيروس، في ظل ما يشهده النظام الصحي في المدينة من تداعٍ.
ولأنّ الحاجة أم الاختراع، فقد دفع شح الإمكانات والرغبة في إنقاذ حياة المرضى، جمال جميل المقطري، ومحمد عبد العزيز عبد الحق، وحكيم قاسم أحمد، ومحمد حسان قائد، وأحمد عبد الرقيب عثمان، ومهيوب عبد الرزاق السفياني، للعمل على تصميم نموذج ميكانيكي لجهاز التنفس الاصطناعي، في تجربة استغرقت ثمانية أيام، قضوها في التنقّل بين محال النجارة والحدادة، والبحث عن قطع إلكترونية تساعدهم في إنجاز المهمة.
لم يكن التصميم الأولي للنموذج مثالياً، بسبب عدة عقبات اعترضت طريق الفريق، ما أجبر المجموعة على مواصلة العمل الشاق شهراً كاملاً، تمكّن خلاله الفريق من صنع نسخة جديدة، بعد إدخال تعديلات جذرية على النموذج الأول.
مطابقة معايير
يقول جمال جميل المقطري، أحد فريق مبتكري الجهاز لـ «البيان»: «جهاز التنفس الاصطناعي المصمم، هو جهاز يوافق معايير التصميم لأجهزة التنفس البريطانية، خاضع لتصميم ميكانيكي كهربائي ذي تحكم إلكتروني بالمتغيرات الصحية التي تختلف من مريض إلى آخر». ويشرح المقطري، أبرز خصائص التصميم.
ويشير المقطري إلى إمكانية الجهاز التحكم بكمية الهواء المتدفق إلى رئة المريض، والتحكم بعدد مرات التنفس في الدقيقة الواحدة، والتحكّم في سرعة دخول الهواء إلى الرئة، فضلاً عن شاشة ICD، لعرض قيم المتغيرات المُتحكم بها، ودائرة إنذار في حالة انقطاع التيار الكهربائي.
ويلفت المقطري إلى أن تصنيع الجهاز تمّ بالإمكانات والأدوات المتاحة، وبما يتوافق مع المواصفات البريطانية للتنفس الميكانيكي. خلق تصنيع الجهاز الثقة في نفوس أعضاء الفريق، الذين أبدوا حماساً لصنع نماذج أخرى، معربين عن استعداداهم للعمل والإشراف على ورشة لتصنيع أجهزة التنفس، لتلبية احتياجات المؤسسات الصحية، حال توفّرت الإمكانات.