بالتوازي مع تحرك أمريكي وبريطاني وصل المبعوث الدولي مارتن غريفيث إلى العاصمة السعودية الرياض في مسعى لطرح أفكار جديدة لإحياء عملية السلام بعد شهرين على محاولات بذلها مع ميليشيا الحوثي لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار انتهت بالفشل وفق تأكيد مسؤول رفيع في الحكومة اليمنية.
وقبل وصول غريفيث قالت الحكومة اليمنية إن التغاضي الأممي وعدم اتخاذ موقف رادع وواضح على تصعيد ميليشيا الحوثي الانقلابية ورفضها لكل فرص الحل السياسي وتخفيف معاناة المواطنين، يشجعها على المزيد من التمادي، وشددت على أن غض الطرف من قبل المبعوث الأممي على نهب الحوثيين إيرادات البنك المركزي في الحديدة في خرق للاتفاقات التي رعاها بهذا الخصوص أمر غير مقبول.
وذكرت مصادر سياسية لـ«البيان» أن المبعوث سيعمل خلال تواجده في الرياض على إيجاد حل للأزمة الناشئة عن سطو ميليشيا الحوثي على الأموال الخاصة برسوم شحنات النفط في البنك المركزي والتي اتفق على أن تورد لصالح رواتب الموظفين، كما سيعمل على طرح أفكار يسعى من خلالها إلى تعديل خطته لإيقاف الحرب والتي قوبلت بالرفض من قبل ميليشيا الحوثي.
وكان مجلس الأمن الدولي أصدر بياناً جدد من خلاله أعضاء المجلس تأييدهم لدعوة الأمين العام لوقف الأعمال العدائية على الفور، وإدانة هجمات الطائرات المسيرة والهجمات الصاروخية الأخيرة على المملكة العربية السعودية وكذلك تصاعد العنف الجوي والبري في اليمن.
وأكد أعضاء مجلس الأمن دعمهم الثابت للمبعوث الخاص مارتن غريفيث وجهوده للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، والتدابير الإنسانية والاقتصادية، واستئناف عملية سياسية شاملة يمنية على النحو المبين في قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك القرار 2216 (2015)، وكذلك مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها ونتائج مؤتمر الحوار الوطني.
أعضاء المجلس أعربوا عن قلقهم العميق إزاء بطء وتيرة المفاوضات ودعوا الأطراف إلى الموافقة على المقترحات المقدمة من المبعوث الأممي على عجل، ورحبوا بنجاح تحالف دعم الشرعية في اليمن بإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة أبين، ودعوا الأطراف إلى التنفيذ السريع لاتفاق الرياض.
وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن انزعاجهم الشديد من تزايد خطر انفجار خزان النفط العائم في ميناء راس عيسى ما سيسبب كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية لليمن وجيرانه. وشددوا على ضرورة أن يسمح الحوثيون على الفور بدخول خبراء الأمم المتحدة دون قيد أو شرط لتقييم حالة الناقلة، وإجراء أي إصلاحات عاجلة محتملة، وتقديم توصيات بشأن الاستخراج الآمن للنفط، وضمان التعاون الوثيق مع الأمم المتحدة.
ودعا أعضاء مجلس الأمن إلى المشاركة البناءة مع المبعوث الخاص لتنفيذ الترتيبات المتفق عليها بشكل متبادل لضمان التدفق المنتظم للوقود إلى ميناء الحديدة وضمان استخدام الإيرادات المرتبطة بها لدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية.