مرة أخرى تعود ناقلة النفط العائمة (صافر)، المحمّلة بأكثر من مليون طن من النفط، والراسية قبالة ميناء راس عيسى، بمحافظة الحديدة، إلى الواجهة، ككارثة بيئية على وشك الحدوث. ورغم التحذيرات المستمرة على مدى العامين الماضيين من الحكومة اليمنية والأمم المتحدة والدبلوماسيين الغربيين، وضغطهم على ميليشيا الحوثيين لتأمين الناقلة الواقعة ضمن سيطرتهم، والتي أسفرت عن موافقات أولية على السماح للمفتشين بفحص الناقلة، إلا أن الميليشيا كانت تتراجع في كل مرة.
ووفقاً لخبراء دوليين، فإن صيانة خزان النفط العائم «صافر»، ربما لم تعد ممكنة «لأن التلف لا يمكن إصلاحه». ونقلت وكالة أسوشيتد برس، عن هؤلاء الخبراء، قولهم إن «البديل المناسب، هو البحث عن طرق أخرى لتأمين الناقلة، وتفريغ حمولتها النفطية، ومن ثم سحبها إلى بر الأمان». وتتعامل ميليشيا الحوثيين مع السفينة على أنها «تمثل رادعاً لنتصدى به للمجتمع الدولي إذا تعرضنا للهجوم».
كما لا تزال الميليشيا ترفض منح التصاريح لفريق من الأمم المتحدة لفحص السفينة، وعمل الحلول الآمنة، متذرعين بعدم السماح لهم ببيع النفط المخزون في الصهريج صافر.
كارثة فادحة
وحذرت الأمم المتحدة من كارثة بيئية هائلة في البحر الأحمر، ومصانع تحلية المياه، جراء الانفجار المحتمل للناقلة العائمة. وسيتسبب تسرب الزيت الخام في حال انفجار السفينة، حسب ما أفاد مختصون بيئيون وبحريون لـ «البيان»، بتكاليف بيئية واقتصادية فادحة، منها فقدان 126 ألف صياد يمني، من ضمنهم 67.800 صياد في محافظة الحديدة، مصدر دخلهم الوحيد، جراء الكارثة المحتملة بمناطق الصيد اليدوية، وفقدان 115 جزيرة يمنية في البحر الأحمر لتنوعها البيولوجي، وخسارتها موائلها الطبيعية، وتوقف 148 جمعية سمكية تعاونية للصيادين اليمنيين عن العمل، وتعرض 850 ألف طن، هي كمية المخزون السمكي الموجود في المياه اليمنية، لتهديد النفوق داخل البحر الأحمر، ومضيق باب المندب وخليج عدن، وموت 969 نوعاً من الأسماك في المياه اليمنية، ببقع النفط الخام المتسربة. يضاف إلى ذلك، اختفاء 300 نوع من الشعاب المرجانية من المياه اليمنية، و139 نوعاً من العوالق الحيوانية التي تعيش في المياه اليمنية، بفعل اختناقها ببقع الزيت الخام.