منذ نحو ثمانية أشهر، تستهدف ميليشيا الحوثي محافظة مأرب من ثلاثة اتجاهات، بل وحشدت الآلاف من عناصرها، إلّا أنّها أدركت وبعد كثير هزائم، أنّ مأرب عصية على المعتدين عبر التاريخ.
خدعت الميليشيا عناصرها بقرب الوصول إلى أهم حقول النفط والغاز، مع بداية الهجوم على مأرب الذي قاده اثنان من المدرجين على قوائم العقوبات الدولية أبو علي الحاكم وعبد الخالق الحوثي، والذي شارك فيه الآلاف من الأطفال، لتبدأ المغامرة نحو معسكر ماس وجبهة مرتفعات هيلان الأكثر قرباً من مأرب، إلّا أنّهم تجرعوا هزيمة نكراء ودفعوا ثمناً باهظاً.
ومع إدراك الميليشيا صعوبة اختراق الجبهة، توجهت نحو محاولة فتح جبهة أخرى من جهة محافظة الجوف، واستهدفت الجدعان البوابة الغربية للمحافظة، إلّا أنّها وبعد شهور من هجمات متعددة، تكبّدت خسائر بشرية كبيرة تمثلت في مقتل مئات العناصر وقادة ميدانيين، بل وتقدمت القوات المشتركة حتى وصلت مشارف الحزم عاصمة محافظة الجوف.
وتوهماً لتحقيق نصر مزعوم ذهب قادة الميليشيا لإعلان ما اسموها شروط تجنيب مأرب الاجتياح، ومنها إعادة ضخ النفط إلى ميناء راس عيسى الواقع تحت سيطرتها، وطالبت بتقاسم عائدات النفط والغاز وإعادة الكهرباء لمناطق سيطرتهم وفتح الطرقات وغيرها، وذهبت نحو حشد المعلمين والطلاب وصغار السن ودفعت بهم لجحيم المعارك في جبهات نجد صلب في مديرية نهم على أطراف محافظة مأرب وفي مديرية خب والشعف في محافظة الجوف.
هزائم ميليشيا
ومع تجرعها مر الهزائم وخسارة الآلاف من عناصرها في تلك الجبهات، نقلت الميليشيا المعركة إلى جبهة قانية على حدود محافظة البيضاء مع محافظة مأرب، سعياً لاختراق المحافظة من الجهة الشرقية والجنوبية، وانقضت على قبائل مديرية ردمان بعد قيام أحد مشرفيها بقتل امرأة ونقض اتفاق مع الميليشيا، تعهدت بموجبه القبائل بعدم السماح لأي طرف من أطراف القتال بالمرور عبر أراضيها، إذ فاجأت قبائل مراد والقوات المشتركة واقتحمت سوق فانية، واتجهت نحو مديرية ماهيله باتجاه مديرية مراد.
تمكّنت القوات المشتركة بمشاركة من مقاتلي قبيلة مراد، وبعد أسابيع من المعارك، من استعادة كل المواقع التي دخلتها الميليشيا في الجبهة وتكبيدها خسائر فادحة، بل وأعادت عناصر الميليشيا إلى المواقع التي كانت تتمركز فيها قبل الهجوم. وأجبرت الهزائم ميليشيا الحوثي على الكف عن دعايتها الكاذبة بأنّها على أبواب مأرب التي استهدفتها بعشرات الصواريخ البالستية بهدف إرهاب سكانها.