منذ إشعال ميليشيا الحوثي الحرب في اليمن حضرت دولة الإمارات العربية المتحدة بقوة إلى جانب الشعب اليمني وساندته في مختلف ،وشكلت حضوراً فاعلاً في الجوانب الإنسانية شمل مختلف المناطق، سواء أكان ذلك في إيصال المواد الإغاثية للسكان أو في جانب إعادة تأهيل وصيانة المنشآت الخدمية المرتبطة بحياة الناس مثل قطاعات الصحة والتعليم والمياه، أو في إيواء النازحين والفارين من جحيم الحرب، ولا تزال الإمارات تؤدي هذا الدور الإنساني حتى الآن وتتواجد حيث تكون الحاجة للمساعدة والدعم.

ومن الساحل الغربي إلى عدن ولحج وشبوة وحضرموت ووصولاً إلى أرخبيل سقطرى عملت وتعمل الفرق الإغاثية لدولة الإمارات العربية المتحدة على إيصال المساعدات إلى المحتاجين وتقديم الخدمات الطبية لسكان المناطق النائية عبر عيادات متنقلة وتوفير مياه الشرب النظيفة للقرى والتجمعات التي تفتقر لمثل هذه الخدمات الأساسية، وكانت السند الفاعل لليمن مع انتشار فيروس كورونا وما تزال يد العون الإماراتية متواجدة في المستشفيات وفي الأرياف والمدن.

فمع بدء الحكومة اليمنية اتخاذ التدابير الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، كانت دولة الإمارات سباقة في تقديم الدعم والمساندة للخطوات التي اتخذت لمواجهة هذه الجائحة، في اتجاهين الأول عبر مساندة الإجراءات الحكومية، والثاني من خلال العمل الميداني عبر الأذرع الإنسانية للدولة والممثلة بهيئة الهلال الأحمر ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وشمل الدعم تجهيز المراكز الخاصة بالحجر الطبي، ومختبرات الفحص اللازمة للكشف عن المصابين بهذا الفيروس وأدوات الحماية للفرق الطبية.

وفي الاتجاه الآخر نفذت فرق الطوارئ التابعة لمؤسسة خليفة وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي سلسلة من الحملات التوعوية والوقائية إلى جانب إسناد عمليات التعقيم والرش في عدد من المدن في المحافظات اليمنية المحررة. حيث تولت الفرق الإنسانية تنفيذ حملات تعقيم شاملة في الشوارع العامة والمرافق الخدمية والتعليمية والصحية والمراكز الحكومية والخاصة وتزويد المرافق الصحية بمحاليل فحص المصابين وأشرطة أخذ العينات وتوفير أدوات الحماية للعاملين في المنشآت الطبية في عدد من مناطق البلاد.

وإلى جانب تحديث وتوسعة مستشفى المخا العام لتقديم الرعاية الطبية لسكان الشريط الساحلي. قدمت العيادات الطبية المتنقلة التي سيرتها هيئة الهلال الأحمر الإمارتي الخدمات الطبية والعلاجية للآلاف من سكان الشريط الساحلي ومحافظة حضرموت، كما عملت الفرق الإغاثية للهيئة على توزيع المواد الإغاثية والغذائية للسكان ولمخيمات النازحين، ونفذت حملة تدخل عاجلة لإغاثة المتضررين من السيول في محافظة حضرموت وفي مناطق جنوب محافظة الحديدة، حيث زودت المتضررين بالخيام والمستلزمات المنزلية والمواد التموينية وافتتحت عدداً من آبار المياه.

الدعم الطبي المقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة لمرافق حضرموت الصحية، والبالغ خمسة أطنان شملت أشرطة للفحص السريع لفيروس كورونا، وبدلات حماية متكاملة، وكمامات، وأقنعة طبية للكوادر الطبية والتمريضية، وغيرها من المستلزمات الطبية والمواد التعقيمية المتنوعة. حيث سلمت هذه المساعدات إلى مستشفى ابن سيناء، والمركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية بحضرموت، ومكتب الصحة والسكان بمديرية المكلا، ومستشفى الدكتور الجريري للحميات.

كما تسلمت، مستشفيات باشراحيل للأمومة والطفولة، وغيل باوزير العام، والجامعي، ومركز الأورام، ومستشفى الحياة الخيري، والبرنامج الوطني للملاريا، حصصها من المساعدات، التي اشتملت على كميات كبيرة من الكمامات والقفازات وأقنعة متكاملة لحماية الأطباء وغيرها من المستلزمات المتعلقة بالحماية من فيروس كورونا.

الدعم الإمارتي في هذا الجانب سيتواصل، لتغطية بقية المستشفيات والمرافق الصحية، كما أن الكميات الموزعة على المستشفيات من مستلزمات الحماية، ستغطي حاجة تلك المستشفيات، حتى وصول الدفعة الجديدة من الدعم.

وكانت الدفعة الأولى من هذا الدعم قد وزعت على مستشفيات حضرموت وشملت أجهزة ومعدات صحية قيمة ومنها أجهزة إنعاش وتخطيط قلب وبعض لوازم العمليات الجراحية.

ومنذ تحرير محافظة حضرموت قدمت الإمارات الكثير من الدعم في مختلف الجوانب، إذ تم ترميم وصيانة ثماني مستشفيات حكومية ومراكز صحية بقيمة إجمالية بلغت حوالي 67 مليون درهم، كما تولت مهمة تحديث مقار الشرطة والأمن ومساعدة الكثير من الأسر عبر هيئة الهلال الأحمر.

وفي أرخبيل سقطرى الذي ظل بعيداً عن الجائحة فقد عملت الإمارات على تزويد مطار الأرخبيل بأجهزة حديثة للفحص الطبي الخاص بفيروس كورونا للمسافرين من الجزيرة أو القادمين إليها، كما أمدت مستشفى الشيخ خليفة هناك بكافة التجهيزات اللازمة لمواجهة كورونا، وعملت الفرق الإغاثية على إيصال المواد الغذائية إلى كل مناطق الأرخبيل متحدية الطرق الوعرة والتضاريس الصعبة،

ولأن أجزاء واسعة من التجمعات السكنية في الأرخبيل تعاني من شح في مياه الشرب فقد نفذت مؤسسة خليفة عدة مشاريع لتوفير مياه الشرب، من خلال حفر الآبار الارتوازية أو من خلال توفير صهاريج مخصصة لنقل مياه الشرب من تلك الآبار إلى القرى والتجمعات السكنية للتخفيف من معاناة السكان في هذه المناطق.