في محاولة لإحداث اختراق في الجمود في عملية السلام في اليمن، رعت الأمم المتحدة محادثات بشأن الأسرى والمعتقلين، أمس، أملاً بتحريك ملف السلام وتقريب الاتفاق على مشروع اتفاق وقف إطلاق النار، وسط دعم دولي للمسار الأممي حيث طالبت الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وممثلون عن دول أخرى، بتسريع آليات التوصل إلى اتفاق شامل.

وناقشت اللجنة المكلفة بالأسرى والمعتقلين في مونتريو السويسرية، قوائم الدفعة الأولى من الأسرى والمعتقلين والتي تضم 950 من الطرف الحكومي و600 من عناصر ميليشيا الحوثي، وهي الدفعة التي أقرّت اجتماعات العاصمة الأردنية إطلاقها العام الماضي، إلّا أنّ ذلك تعثّر بسبب اشتراطات الميليشيا مبادلة كبار مقاتليها مع المدنيين الذين اختطفتهم من شوارع المدن ونقاط التفتيش على الطرق بين المدن.

وقلّل عضو في الفريق الحكومي من أهمية هذا الاجتماع استنادا إلى تجارب سابقة متعددة وأبرزها اتفاق استوكهولم بشأن الانسحاب من الحديدة ورفع الحصار عن تعز، وإطلاق جميع الأسرى والمعتقلين، والتي تنصلت منها ميليشيا الحوثي بالكامل، وما تزال تشكّل العقبة الرئيسة أمام إنجاح جهود الأمم المتحدة لإعادة السلام والاستقرار إلى اليمن.

وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تترأس الاجتماعات، عن رضاها عن استئناف المحادثات، معلنة ترحيبها بأي مبادرة من شأنها إحداث تغيير إيجابي طويل الأمد في حياة اليمنيين. وأكّدت اللجنة استعدادها لتسهيل أي إفراج عن المعتقلين بمجرد التوصل إلى اتفاق. ‏بدوره، طالب المبعوث الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، المشاركين في الاجتماع باستكمال المنقاشات وإطلاق سراح المعتقلين.

التزام دولي

وأكّد وزراء خارجية ألمانيا والكويت والسويد والمملكة المتحدة، وممثلو الولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا والاتحاد الأوروبي، في بيان عقب اجتماع في الأمم المتحدة، التزام المجتمع الدولي الراسخ دعم سيادة اليمن ووحدته واستقلاله وسلامة أراضيه، مشيرين إلى أنّ الحل السياسي الشامل وحده الكفيل بإنهاء النزاع في اليمن.

وشددت المجموعة على ضرورة قيام الأطراف، من خلال العملية السياسية، بإبرام اتفاق انتقالي شامل على وجه السرعة، والدخول في فترة انتقالية يتم فيها تقاسم السلطة بين مختلف المكونات السياسية والاجتماعية، بما يضمن انتقالاً سلمياً للسلطة إلى حكومة جديدة شاملة على أساس انتخابات وطنية ذات مصداقية. ونوّهت المجموعة، بالحاجة لعملية سياسية شاملة، بما في ذلك المشاركة الكاملة للنساء والشباب.

وقف تصعيد

وطالبت المجموعة الأطراف اليمنية بالتعامل مع المبعوث الخاص بشكل بناء ومستمر، ومن دون شروط مسبقة، من أجل التوصّل السريع إلى اتفاق بشأن اقتراحات السلام للأمم المتحدة. وشدّدت المجموعة على الحاجة الملحة لوقف التصعيد ووقف إطلاق النار، فضلاً عن التنفيذ الكامل للقرار 2532.

إدانة وقلق

أعربت الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، عن بالغ قلقها من استمرار هجوم ميليشيا الحوثي على مأرب، الذي يعرض السكان والنازحين للخطر، ويهدد في الوقت ذاته بعرقلة عملية السلام الأممية. كما دانت استمرار هجمات الحوثيين على السعودية، ما يشكّل تهديداً لأمن المنطقة.