رغم تصعيد ميليشيا الحوثي ميدانياً في محافظتي مأرب والحديدة، إلا أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته الأطراف الليبية أنعش آمال اليمنيين بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام إذا ما تم تحييد الأطراف الخارجية المستفيدة من استمرار القتال وفق النموذج الليبي.
واعتبر نشطاء يمنيون أن تمكن الأطراف الليبية من التوصل إلى اتفاق لوقف القتال والذهاب نحو تسوية سياسية وإبعاد المرتزقة الأجانب عن بلادهم، عكس مدى تأثير القوى الخارجية المستفيدة من استمرار القتال، موضحين أن تحييد الطرف الخارجي (الإيراني) الذي أراد تحويل اليمن إلى ساحة لتصفية حساباته مع المنطقة والإضرار بعلاقة الأخوة والجوار كفيل بمساعدة الأطراف اليمنية على التوصل إلى اتفاق ينهي القتال.
خطة شاملة
ودلل هؤلاء على محادثات السلام التي احتضنتها الكويت في منتصف العام 2016، والتي تم خلالها وضع خطة سلام شاملة تضمن إنهاء الصراع، وانسحاب القوات وإعادة دمجها، وتوجت تلك الجهود باتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع في مدينة الظهران السعودية، وتضمن آلية لمراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار في كافة الجبهات قبل أن تأتي التدخلات الخارجية وتدفع بميليشيا الحوثي للانقلاب عليه وإطالة أمد الصراع حتى اليوم.
ووسط هذه الأجواء استأنف المبعوث الأممي الخاص باليمن، مارتن غريفيث، مناقشات مسودة الإعلان المشترك بشأن وقف شامل لإطلاق النار والتدابير الاقتصادية والإنسانية واستئناف العملية السياسية بزيارة إلى سلطنة عُمان التقى خلالها بوزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، وناقشا المفاوضات الدائرة حول مسودة الإعلان المشترك وفرص العملية السياسية في اليمن.
غريفيث قبل ذلك كان التقى برئيس وفد المفاوضين الحوثيين محمد عبدالسلام، على أن يلتقي بعد ذلك مع ممثلي الشرعية.
اعتراض وتدمير
إلى ذلك، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن،أمس، تدمير طائرة حوثية «مفخخة» بدون طيار باتجاه المملكة العربية السعودية. وتعد هذه المفخخة الرابعة التي يسقطها التحالف قبل وصولها الأراضي السعودية خلال 24 ساعة.
وقال الناطق الرسمي باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي، في بيان، إن «القوات تمكنت من اعتراض وتدمير طائرة دون طيار مفخخة أطلقتها الميليشيا الحوثية بطريقة ممنهجة ومتعمدة لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين بالمنطقة الجنوبية».