طالب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس، جميع القوات الأجنبية بمغادرة ليبيا، مؤكداً ترحيب واشنطن باتفاق الأطراف الليبية في جنيف على وقف إطلاق النار، فيما بدأ أمس حوار ليبي بإشراف الأمم المتحدة تحضيراً لمنتدى تونس المقرر عقده في التاسع من نوفمبر في تونس.
وقال بومبيو، إن اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا خطوة شجاعة، ويجب على كل المقاتلين الأجانب مغادرة ليبيا خلال 90 يوماً بما يتماشى مع الاتفاق. وأضاف بعد وصوله نيودلهي في أول محطة بجولته الآسيوية، إن من المهم أن تساند كل الأطراف المعنية نجاح المحادثات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة. وقال بومبيو في بيان: «نشيد بالقيادات الليبية من الجانبين لاتخاذ تلك الخطوة الشجاعة». وأضاف: «نتطلع إلى تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة في ليبيا لدعم المصالحة الوطنية، مرحباً بانتقال السلطة إلى سلطات تنفيذية جديدة للتحضير للانتخابات».
ولم يحدد بومبيو هوية المقاتلين الأجانب الذين يقصدهم، لكن بات معلوماً أن تركيا ترسل عسكريين ومرتزقة سوريين للمشاركة في القتال ضد الجيش الوطني الليبي، وتخريب مساعي المصالحة الليبية.
حوار تحضيري
وبدأت عشرات الشخصيات الليبية، أمس، حواراً سياسياً عبر الفيديو بإشراف الأمم المتحدة بعد أيام قليلة من إعلان وقف دائم لإطلاق النار.
والمحادثات هي الأولى في إطار منتدى الحوار السياسي الليبي الذي ستتواصل عبره مناقشة نتائج المباحثات التي تمت في الأسابيع الأخيرة بخصوص الملفات العسكرية والاقتصادية والمؤسساتية.
ويضم الاجتماع شخصيات مختلفة من المشهد السياسي الليبي، ومن المنتظر أن يتم التحضير للقاءات مباشرة في التاسع من نوفمبر في تونس، حسب بيان لبعثة الأمم المتحدة.
والمشاركون الـ75 حسب الأمم المتحدة ليسوا من كبار القادة في ليبيا وبينهم أعضاء من البرلمانين المتنافسين ونشطاء من منظمات المجتمع المدني ونساء على غرار المحامية إلهام السعودي.
رؤية موحّدة
وأوضحت الأمم المتحدة أن الملتقى «يهدف إلى تحقيق رؤية موحّدة حول إطار وترتيبات الحكم التي ستفضي إلى إجراء انتخابات وطنية في أقصر إطار زمني ممكن، من أجل استعادة سيادة ليبيا والشرعية الديمقراطية للمؤسسات الليبية». وأكدت أنه استجابة لتوصية غالبية الليبيين، يمتنع المدعوون للمشاركة في ملتقى الحوار السياسي عن «تولي أي مناصب سياسية أو سيادية في أي ترتيب جديد للسلطة التنفيذية».
ووقّع طرفا النزاع في ليبيا الجمعة «اتّفاقاً دائماً لوقف إطلاق النار» بـ«مفعول فوري»، بعد محادثات استمرّت خمسة أيّام في جنيف برعاية أمميّة.
فتح حقول النفط
في الأثناء، أعلنت المؤسسة الليبية للنفط، أمس، رفع حالة «القوة القاهرة» عن آخر حقل نفطي جنوب غرب ليبيا، بعد إغلاق استمر لنحو عشرة أشهر. وقالت «المؤسسة الوطنية للنفط» في بيان على موقعها الإلكتروني: «نعلن رفع حالة القوة القاهرة عن حقل الفيل، ونزف لعموم الشعب الانتهاء الشامل للإغلاقات في كافة الحقول والموانئ الليبية».
عودة الإنتاج
وقال رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله بهذا الصدد: «لقد فهم الليبيون أن الحصار كان سلبياً للغاية على حياتهم اليومية، وهم يدعمون بقوة عودة الإنتاج على أسس صحيحة». وتوقعت المؤسسة ارتفاع الإنتاج إلى 800 ألف برميل يومياً خلال أسبوعين وتخطيه المليون برميل خلال 4 أسابيع.
وتعني «القوة القاهرة» تعليقاً مؤقتاً للعمل لمواجهة الالتزامات والمسؤولية القانونية الناجمة عن عدم تلبية العقود النفطية بسبب أحداث خارجة عن سيطرة أطراف التعاقد.