تعثرت جولة المفاوضات الجديدة بين السودان ومصر وإثيوبيا حول سد النهضة في مهدها هذه المرة، بعد أن أصر السودان على موقفه المطالب بتغيير منهجية التفاوض السابقة، وتمسك بعدم مواصلة التفاوض في غياب دور للخبراء في المفاوضات، وطالب السودان بالعودة للاتحاد الأفريقي لاعتماد دور الخبراء ودفع المفاوضات سياسياً لاستكمالها وصولاً إلى اتفاق مرضٍ لكل الأطراف.

وشدد وزير الري السوداني ياسر عباس عقب اجتماع عقد ضم وزارتي الخارجية والري من البلدان الثلاثة، على موقف بلاده الرافض لاستمرار المفاوضات إلى ما لا نهاية على حد قوله، وأكد في الاجتماع الذي ترأسته وزيرة التعاون الدولي بجنوب أفريقيا تي بندور بوصف بلادها رئيساً للدورة الحالية تمسك السودان بالعملية التفاوضية برعاية الاتحاد الأفريقي كوسيلة للتوصل لاتفاق ملزم يرضي جميع الأطراف وفق منهجية جديدة تمنح دوراً أكبر لخبراء الاتحاد الأفريقي لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث. ولفت عباس إلى أن دولتي مصر وأثيوبيا أصرتا على مواصلة التفاوض بالأساليب المجربة، التي وصلت إلى طريق مسدود في السابق على حد قوله.

وأكد رفض السودان مواصلة التفاوض وفق المنهج السابق، متهماً في ذات الوقت رئيسة الاجتماع وزيرة التعاون الدولي بجنوب أفريقيا بارتكاب مخالفة إجرائية بالدعوة لمواصلة التفاوض لمدة عشرة أيام قادمة، وذلك رغماً عن توضيح الوفد السوداني لموقفه، الأمر الذي يعتبره السودان غير ذي جدوى، وتمت تجربته مراراً في السابق دون تقدم يذكر.

وقال عباس إن بلاده لن تواصل المفاوضات إلى ما لا نهاية، وأكد أن السودان أكثر دولة معنية بالوصول إلى اتفاق حول سد النهضة باعتباره يتأثر من السد بشكل مباشر، وأضاف «مياه سد الروصيرص تبعد 15 كلم من سد النهضة، موقف السودان يختلف تماماً عن مصر وأثيوبيا مصر، سد النهضة في نهاية الحدود الغربية الأثيوبية ويبعد عن السد العالي في مصر أكثر من 3000 كلم خلف سد النهضة، ولكن سد الروصيرص يتأثر بشكل مباشر من سد النهضة».