قصفت ميليشيا الحوثي الإيرانية أمس مجمعاً لإنتاج المواد الغذائية اقترح ليكون مقراً محايداً لعمل بعثة المراقبين الدوليين في الحديدة، وقتلت ستة مدنيين على الأقل. وقالت مصادر من القوات المشتركة لـ«البيان» إن ميليشيا الحوثي استهدفت مجمع «إخوان ثابت الصناعي» في مدخل مدينة الحديدة بسلسلة من القذائف ألحقت به أضراراً كبيرة، وقتلت ستة من العاملين فيه، وهي تعلم أن المجمع كان قد اقترح ليكون مقراً لبعثة المراقبين الدوليين في الحديدة بدلاً عن السفينة التي يستخدمونها في ميناء الحديدة، حيث تقوم الميليشيا بتقييد حرية البعثة وتحاصرها داخل السفينة بصورة مستمرة.
وأدانت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) مقتل وإصابة مدنيين نتيجة قصف المجمع. وقالت «قتل المدنيين يجب أن يتوقف». وحضت البعثة الأطراف على استخدام الآليات التي تمّ وضعها في استكهولم قبل عامين للحفاظ على وقف إطلاق النار وتجنّب المزيد من المعاناة للسكان.
احترام القانون
وبعد يومين من مقتل 11 طفلاً على يد ميليشيا الحوثي في الحديدة وتعز، ذكرت البعثة أن الخسائر في أرواح المدنيين تظهر مرة أخرى عدم جدوى المعارك في محافظة الحُديدة، وتوضح أنه يجب احترام القانون الإنساني لتجنيب المدنيين الوقوع في دائرة العنف المميت. بيان البعثة ورغم أنه تجنّب ذكر ميليشيا الحوثي بالاسم قال إن المجمع بالإضافة إلى كونه مصنعاً عاملاً يخدم السُكان ويوفّر فرص العمل، فإن هذا الحادث الأخير أوضح الحاجة الملحة لدفع عملية تجرّد الخطوط الأمامية من الصفة العسكرية.وأكدت أن موقع المجمع الصناعي ينظر إليه كأحد المواقع المُحتملة لمكتب لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة لتعزيز خفض التصعيد والحفاظ على وقف إطلاق النار.
قيود مشدّدة
وتعطل عمل بعثة المراقبة الأممية منذ نحو عام تقريباً بعد قيام ميليشيا الحوثي بقتل أحد ضباط الارتباط عن الجانب الحكومي وسط مدينة الحديدة، وفرض قيود مشدّدة على تحركات أعضاء البعثة، ما استدعى من الجانب الحكومي تعليق عمله في لجنة إعادة الانتشار ومراقبة وقف إطلاق النار، وطالبت بمعاقبة المتورطين في قتل ضابط الارتباط، ونقل مقر عمل البعثة إلى منطقة محايدة حتى تكون قادرة على العمل والحركة بحرية تامة.
إضاءة
ذكرت مصادر من القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني أن اللقاءات التي استؤنفت الشهر الماضي بين البعثة الأممية والحكومة والحوثيين تركّزت النقاشات خلالها على عودة عمل لجنة تنسيق إعادة الانتشار وضباط الارتباط، واختيار مقر محايد لعمل البعثة، إلا أن الميليشيا التي استمرت في خرق اتفاق وقف إطلاق النار وتصعيد العمليات القتالية واستهداف التجمعات المدنية، استبقت الاتفاق وقصفت المجمع الصناعي الذي كان أبرز موقع مقترح لعمل البعثة.