تسعى تركيا من خلال الحشد العسكري إلى المحافظة بشكل أساسي على ما حققته من مكاسب في ليبيا، وتأمين مكاسب جديدة تضمن لها البقاء، وذلك من خلال مواصلة دورها المشبوه هناك. لكن محللين أكدوا أن الحشد يترجم إخفاقات النظام التركي في ليبيا حيث باتت خططه مكشوفة.

وتمثل تلك الاستفزازات «خرقاً واضحاً لمسارات الحوار، خاصة العسكري والأمني»، هذا ما يؤكده في تصريحات لـ «البيان» مدير مركز الأمة الليبي للدراسات، محمد الأسمر، والذي يلفت إلى أن «تركيا جعلت الوفاق تخرق بيان 23 من أكتوبر الذي ينص على انسحاب القوى الأجنبية المسلحة خلال 90 يوماً من ذلك التاريخ ».

جلب المرتزقة

وأردف: «من جهة أخرى، فإن الحشد التركي واستئناف جلب المرتزقة والأسلحة يترجم اخفاقات تركيا العسكرية لذلك فهي حريصة على نسف الحوار »، لافتاً إلى أن «المواجهات تظل هاجساً في إطار تلك الخروقات التي ستؤدي حتماً لممارسات استفزازية تنم عن رغبة تركيا في إعادة تدوير الملف بشكل ما لصالحها حسب تطورات المشهد الدولي».

وانتقد مدير مركز الأمة الليبي، دور الأمم المتحدة، وقال إن «المنظمة من خلال مجلس الأمن لم تقم حتى الآن بما هو مطلوب منها، فالاتفاق العسكري الأمني - وفق المادة 11 من اتفاق 23 أكتوبر - استوجب صدور قرار من مجلس الأمن يردع ويعاقب من يقوم بخرق الاتفاق، وحتى الآن لم يحدث ذلك، وهو ما وفّر بيئة خصبة لتركيا لتقوم بما تقوم به الآن».

إلى ذلك، قال المحلل السياسي الليبي، محمد العباني، في تصريحات لـ «البيان» إنه من المحتمل بصورة كبيرة أن تدفع الاستفزازات التركية في ليبيا إلى انهيار مسار الحوار وتتسبب بشكل مباشر في عودة المواجهة العسكرية.

وحول المنوط بالمجتمع الدولي فعله من أجل التصدي لتلك الاستفزازات والحفاظ على المسار السياسي في ليبيا وحمايته من الانجراف للعودة من جديد إلى المربع صفر، قال السياسي الليبي، إنه في تقديره تظل «روسيا هي الوحيدة القادرة عملياً على إيقاف أي تدخل تركي»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية منشغلة حالياً بتطوراتها الداخلية.

تنسيق

أكد الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والموريتاني محمد ولد الغزواني، ضرورة تكثيف التنسيق بين الجانبين لحل الأزمة الليبية. وأوضحت الرئاسة المصرية، في بيان أن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي بين السيسي ونظيره الموريتاني، وأفادت الرئاسة أنه تم خلال الاتصال تبادل الرؤى بشأن الأزمة الليبية، مضيفة أن الجانبين توافقا على ضرورة تكثيف التنسيق حول هذه الأزمة.