أكّد المدير العام لمنظمة الهجرة الدولية السفير وليام لاسي سوينغ، أنّ السياسات الحالية لا تعالج جذور أزمة اللاجئين ولا تنظر إليها على المدى البعيد، مشدّداً على ضرورة تقديم سياسات وبدائل تحقّق الغاية في ظل تفاقم الأزمة مع تفجّر صراعات المنطقة.

وكشف سوينغ عن أنّ منظمته طلبت من دول الاتحاد الأوروبي اتباع سياسات اقتصادية على المدى القصير لمواجهة أزمة اللجوء، الأمر الذي لم يتحقّق منه الكثير، مضيفاً: «لكن من الواجب علينا جميعًا تقديم الحماية لكل اللاجئين السوريين الذين يصلون أوروبا والبلاد الأخرى وتقديم المساعدات اللازمة وكل وسائل الحماية الممكنة».

وفيما يلي نص الحوار بين سوينغ و«البيان»:

ما هو الدور الرئيسي الذي تلعبه المنظمة؟

تسعى المنظمة الدولية للهجرة إلى توفير كل ما يلزم من رعاية للمهاجرين من مختلف دول العالم الذين فروا من الصراعات والانتهاكات أو الأوضاع الصعبة التي تشهدها بلدانهم، ونتواصل مع مختلف الجهات والدول من أجل دعم ذلك التوجه واتخاذ الخطوات المناسبة في هذا الإطار.

ومع تفاقم أزمة اللجوء ماذا عن أوضاع اللاجئين السوريين في أوروبا على وجه التحديد خلال الفترة الأخيرة؟

على الرغم من وجود خلافات داخل الاتحاد الأوروبي حول التوافق والالتفاف حول رؤية محدّدة بشأن الأزمة السورية وسبل حلّها، لكن من الواجب علينا جميعًا تقديم الحماية لكل اللاجئين السوريين الذين يصلون إلى أوروبا والبلاد الأخرى..

لأنّ من ضمنهم أشخاصا كبارا في السن وأطفال ونساء، ومن الضروري جدًا تقديم المساعدات اللازمة لهم وكل وسائل الحماية الممكنة، ذلك على الرغم من الخلافات السياسية حول الأزمة السورية وسبل حلها في الوقت الراهن.

تأثير أزمة

وكيف تؤثّر أزمة النزوح داخل سوريا نفسها على أوروبا في ظل ما أثير من مخاوف أوروبية بشأن تلك الظاهرة؟

إنّ أزمة اللاجئين السوريين قضية إنسانية كبيرة، حيث وصل عدد النازحين داخل سوريا إلى ثمانية ملايين، ويحاول معظمهم ترك سوريا والذهاب إلى البلاد المجاورة، وأيضًا التوجّه بكثافة إلى أوروبا عن طريق شبه جزيرة البلقان، ما يجعل أزمة النزوح التي تشهدها سوريا داخليًا تؤثّر على أوروبا بطبيعة الحال.

في هذا الإطار ماذا عن التعاون القائم بينكم والاتحاد الأوروبي في مسألة أزمة اللاجئين، وما حدود ذلك التعاون ونتائجه حتى الآن؟

طلبت المنظمة الدولية للهجرة من دول الاتحاد الأوروبي اتباع سياسات اقتصادية على المدى القصير لمواجهة أزمة اللجوء، لكنهم لم يحقّقوا الكثير في هذا الموضوع.

تعاون عربي

وماذا بشأن التعاون بين الجامعة العربية والمنظمة الدولية للهجرة، وهل وجدتم تفاعلاً إيجابياً من الدول العربية؟

أؤكد امتناني لجامعة الدول العربية للتعاون في التنظيم المشترك للاجتماع العالمي الخامس لرؤساء وأمانات العمليات التشاورية الإقليمية بشأن الهجرة.

والذي جاء تحت عنوان «التحديات الحالية التي تواجه الهجرة: دعم متابعة نتائج الحوار رفيع المستوى بشأن الهجرة الدولية والتنمية للعام 2013 وخطة التنمية لما بعد العام 2015»، وهذا مثال يُحتذى به للتعاون بين المنظمة الدولية للهجرة والجامعة العربية.

وما تعليقكم على تلك الاجتماعات ومدى فعالياتها؟

إنّه لشرفٌ لنا أن نتواجد أثناء إطلاق عملية التشاور العربية الإقليمية حول الهجرة، هي مبادرة ممتازة من الجامعة والدول العربية، وأتمنى المزيد من التعاون المثمر في المستقبل بين المنظمة والجامعة، لا سيّما في ظل أهمية موضوع الهجرة في الوقت الراهن انطلاقًا من الأوضاع الماثلة.

تعدّد نزاعات

وماذا عن قضايا الهجرة في المنطقة ككل؟

هناك نزاعات كثيرة تؤدي لتدفق المهاجرين لا يجب أن نقصرها على نزاع واحد فقط، وليس فقط السوريون من يهاجرون إلى أوروبا، لكن هناك أيضًا نزاعات في آسيا من ضمنها أفغانستان وسوريا واليمن، وفي شمال إفريقيا هناك السودان وجنوب السودان ونيجيريا والصومال وبلاد أخرى، إنّ الهجرة التي تتم في الوقت الراهن ليست من سوريا فقط ولكن أيضًا من بلاد أخرى كثيرة...

وهناك توافد على أوروبا من كل تلك البلاد وليس من السوريين وحدهم، كما أن هناك تدفقًا غير مسبوق للهجرة غير الشرعية من منطقة جنوب المتوسط في الوقت الراهن. برأيك كيف تقيّم جهود معالجة أزمة الهجرة غير الشرعية في ظل تفاقم الأوضاع خلال الفترات الحالية؟

أعتقد أنّ السياسات الحالية لحل المشكلة لا تنظر لها على المدى البعيد، وبالتالي يفترض أن نقدّم سياسات وبدائل لحل المشكلة على المدى الطويل، لا سيّما في ظل تفاقم الأزمة مع تفجر الأزمات بالمنطقة وتزايد الصراعات ليس فقط في سوريا وحدها بل في العديد من المناطق والبلدان كما أشرت.

قمّة مالطا

التقيت أخيرًا وزير خارجية مصر سامح شكري، ماذا دار خلال اللقاء وهل تم التطرق لمسألة جهود رفع المعاناة عن الشعب السوري؟

لا أستطيع الدخول في تفاصيل هذا اللقاء، ولكن على العموم هناك اتفاق مع مصر على أنّ الهجرة قضية كبيرة ومهمة، ومن المقرر أن تعقد قمة في مدينة مالطا منتصف نوفمبر المقبل، وستشارك فيها مصر وفق ما أكده الوزير شكري والذي شدد على مشاركة بلاده في تلك المناسبة ووجود المنظمة الدولية للهجرة..

وهناك تحضيرات جارية لاستضافة مصر في مدينة شرم الشيخ اجتماعًا لكبار المسؤولين في الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، للتحضير للقمة الخاصة حول الهجرة في فاليتا بمالطا يومي 11 و12 نوفمبر 2015.

وما تقييمك للجهود المصرية في سبيل مواجهة الهجرة غير الشرعية؟

التقيت بالقاهرة كلاً من رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، وكذلك وزير العدل المستشار أحمد الزند، ووزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار..

وتم التباحث خلال تلك اللقاءات حول الهجرة وسبل مكافحة الهجرة غير الشرعية، وكذلك أزمة اللاجئين المتفاقمة لا سيما أزمة اللاجئين السوريين، وأؤكد أنّ جهود مصر في هذا الاتجاه مقدرة جدًا من جانبنا، حيث تسعى مصر للتعامل إيجابيًا مع تلك الأزمة وتدرك مخاطرها في ظل طبيعة الأوضاع الحالية.