فاجأ نهر القاش أهالي مدينة كسلا شرقي السودان بعد أن فقدوا الأمل في وجود المراعي بعد الجفاف الذي ضرب المنطقة، وبحسب إفادات بعض الأهالي بمدينة كسلا فإن نهر القاش فاض في غير أوانه بما يعادل ارتفاع مترين وهو ما لم يحدث في تاريخه، وأكدوا أنه لم يحدث أن فاض القاش في شهر ديسمبر، حيث يتميز نهر القاش بانه موسمي يفيض لمدة أربعة شهور في الفترة من يونيو وحتى أكتوبر ويظل بقية العام جافاً.

وعادة ما يأتي فيضان القاش بكميات كبيرة من المياه المندفعة من المرتفعات الإريترية عابراً الحدود السودانية حيث يستقبل حوضه كميات كبيرة من الأمطار ينتج عنها حوالي ثلاثة مليارات متر مكعب من المياه سنوياً تشكل فيضانات جامحة تهدد المناطق والقرى التي حولها خاصة مدينة كسلا شرق السودان التي دمر فيضان القاش في العام 2003 عدداً من أحيائها.

وعمت حالة من السرور والغبطة اهالي كسلا لا سيما في ظل انخفاض مناسيب النهر في موسم جريانه الطبيعي وجفت الحظائر وانعدمت المراعي، وقال اهالي من كسلا لـ “البيان” انهم تفاجأوا بنهرهم الذي احبوه ينبض بالحياة صباحاً بعد كان لا يعدو عن وادٍ رملي جف لقرابة الشهرين، لا غرو فالقاش رغم هيجانه وجنونه إلاّ أنه يمثل ثاني معلم للمدينة بعد جبال التاكا، وأهل كسلا يعتبروه مصدراً للخير والنماء لأهميته في اقتصاداتهم.

حيث إن النهر لا يصب في رافد رئيسي ولا بحر أو محيط أو بحيرة وإنما يدفق على سهل متسع يسمى بدلتا القاش الذي تتميز أراضيه بالخصوبة العالية في المنطقة التي يعتمد أهاليها على الزراعة الموسمية مثل زراعة القطن والقمح والحمضيات والمانجو والموز والفول السوداني والذرة والخضروات والبصل.