«على أمانة عمان الكبرى أن تطلي جسر المهندس كمال الشاعر (الذي يعرف شعبياً باسم جسر عبدون) باللون الأخضر لتقليل حالات الانتحار»، هذا مطلب دعا إليه الكثير من علماء النفس والاجتماع في الأردن كان آخرهم الخبير الاجتماعي د. حسين الخزاعي بعد أن صار الجسر المحطة قبل الأخيرة لحياة عدد من الأردنيين المقدمين على الانتحار. أما من كان الجسر بعيداً عنه فيبدو أن أدوات الانتحار تتوزع بين الحرق وإطلاق النار والشنق.

وفي السابق اعتاد العَمَّانيون متابعة محاولات الانتحار مباشرة بعد أن كانت عمارة بالقرب من وكالة الأنباء الأردنية (بترا) متعثرة الإنشاء المكان المفضل للراغبين بالانتحار، قبل أن تطلب السلطات من مالكها إحكام إغلاقها جيداً لمنع الصعود إلى قمتها.

د. الخزاعي يقول لـ«البيان» إن فكرة استدعاء طلاء الجسر باللون الأخضر تأتي بعد أن نجحت تجربة جسر بلاك فرايار في العاصمة البريطانية لندن الذي كان يعرف بجسر الانتحار ويكثر من أعلاه حالات الانتحار الى أن تم تغيير لونه من الغامق الى اللون الأخضر فانخفضت نسبة ملحوظة حالات الانتحار.

وغابت عن الصحف الأردنية أخبار المنتحرين فترة غير قليلة لكنها عادت اليوم الى التداول بصورة لافتة.

وقضت حكمة الخالق سبحانه كثرة وجود اللون الأخضر باعتباره لوناً أساسياً في الحياة يراه الإنسان في كل ما حوله وخاصة النباتات.

ويقول الدكتور سمير أبو مغلي في تصريح لـ«البيان»: «ندرك مصاعب الحياة الكبيرة لكنها مصاعب على الجميع، وفيما يختار معظم الناس القتال للنجاح والصمود يختار البعض الهرب والهزيمة، ويقرر الانتحار».

ووفق أبو مغلي، فلا توجد أرقام دقيقة حول عدد المنتحرين أو من حاولوا الانتحار من على جسر عبدون لكن الجسر بالتأكيد ينال أفضلية نظراً لكثرة أخبار المنتحرين التي ترد حوله.

وليس من المجدي وفق د. الخزاعي التركيز على جسر عبدون في موضوع الانتحار خاصة وأن الذي يريد إنهاء حياته سيجد الكثير من الطرق لذلك، لكنه في المقابل دعا الى ضرورة اتخاذ إجراءات علمية تخاطب الراغبين بالانتحار وتعمل على ردعهم.

وكانت من بين أهم الدراسات الأردنية المتخصصة كشفت عن وجود خلل في علاقة الارتباط بين الشاب الأردني ومجتمعهم، وأن مظاهر الإحباط والنكوص والاغتراب تسود أوساطهم.

واختصت الدراسة بالمواطنين ما دون سن الثلاثين، أي ما نسبته 70 في المئة من سكان الأردن، البالغ عددهم نحو ستة ملايين نسمة. ومما يؤشر على حالة الإحباط والاغتراب بينهم نسبة 68.2 في المئة من الشباب الذين قالوا إن إحراز تقدم في الحياة داخل المملكة لا يعتمد على المجهود الذي يبذلونه شخصياً بل على خلفياتهم الأسرية ومكانة أسرهم في المجتمع.