أثارت حالات القتل والانتحار والسرقة والحرق والاختطاف أخيراً في قطاع غزة حالة من القلق والتخوفات بعد ارتفاع نسبة الجرائم، وتركت الباب مفتوحاً للمزيد من التساؤلات حول سبب انتشارها وتزايدها بسرعة في الفترة الأخيرة، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية جراء الحصار المفروض على القطاع.

ودفعت هذه الأسباب الكثير من فئة الشباب للإقدام على ارتكاب مثل هذه الجرائم، ليرجح أخصائيون وحقوقيون أن الجرائم في ازدياد إذا ما استمر الوضع الحالي على ما هو عليه، في ظل انسداد الأفق في وجه الشباب وقلة فرص العمل.

ويرجع منسق البحث الميداني في مركز الميزان لحقوق الإنسان سمير زقوت سبب حالات الجرائم إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها قطاع غزة جراء الحصار المفروض للعام العاشر، بالإضافة إلى الانقسام الفلسطيني الذي ألحق ضرراً كبيراً بمستوى جودة الحياة.

ويشير زقوت إلى أن مستويات الحياة تراجعت بشكل غير مسبوق جراء توسع ظاهرة البطالة والفقر، وتدهور مستوى الخدمات الأساسية كخدمة الكهرباء وغيرها، وغياب أي أمل بتغيير جدي وحقيقي في الأفق على صعيد العمل والحماية.

ويضيف إنّ «الشباب في غزة أصبح يمتلكهم اليأس والإحباط الشديدين، ونحن مجتمع أنساني في ظل أجواء إنسانية صعبة، ولابد أن تنتشر مشكلات اجتماعية منها الإحباط الذي يفضي إلى الانتحار وظهور السرقات تحت تهديد السلاح وهذا شيء طبيعي».

في ازدياد

ويرجح منسق البحث الميداني في مركز الميزان استمرار وتصاعد المشكلات والجرائم بغزة إذا ما استمرت الحال على ما هو عليه الآن، ويقول: «سنوياً لدينا عشرات آلاف الخريجين الذين ينضمون إلى سوق العاطلين عن العمل والحصار يشتد أكثر والوضع صعب».

وألقت وزارة الداخلية بغزة القبض على اثنين من المشتبه بهم بقتل الشاب عليان اصليح بمحافظة خانيونس، خلال عملية دهم لمنزل المشتبه بهم، وعثروا داخل منزلهم على أنفاق وسراديب تحت المنازل تحتوي على ملابس عسكرية وقنابل يدوية وأسلحة وجماجم وعظام بشرية.

كما أثار مقتل ثريا البدري (78 عاماً)، والدة مدير العلاج بالخارج في غزة بسام البدري غضباً في الشارع الفلسطيني، بعد قتلها على يد اثنين من الطلاب الجامعيين بهدف سرقة المنزل.

يأس وإحباط

ويرى مدير معهد دراسات التنمية محمود عبدالهادي أن وقوع الجرائم في غزة يأتي انعكاساً لحالة اليأس والإحباط التي يمر بها الشباب على كافة المستويات، في ظل قلة الدعم واهتمام الحكومة وبرامجها بواقع الشباب والاهتمام بهم.

وينبّه عبد الهادي إلى أن الجرائم رسائل قوية لصناع القرار، بأن الأمور فاضت وطفح الكيل وهناك جيل يموت، ويتوجب تدخل سريع لهذه القضية.

اتهامات

ويضغ القيادي في حركة فتح يحيى رباح مسؤولية ما يحصل في غزة على عاتق حركة حماس، باعتبارها سلطة الأمر الواقع التي تحكم غزة، ويقول إنّ «حماس تقوم باتهام الآخرين لأنها تريد تصدير أزماتها، والرجل العادي يعرف جيداً أنها الوحيدة التي تتحمل المسؤولية».

إعدام

وفي مواجهة حالة الانزلاق الأمني تؤكد الحكومة التي تدير قطاع غزة على أنّه لن يتم السماح بفقدان الأمن من مناطق القطاع. وشدّد رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية، بعد لقائه بمخاتير ووجهاء قطاع غزة للتباحث في هذا الملف، على أنّه سيتم قريباً تنفيذ جملة من أحكام الإعدام،.