تعتمد وعود حلف شمالي الأطلسي »ناتو«بالأمن الجماعي على فكرة أن أي عدوان على عضو فيه يحفز ردودا من الجميع. لكن عملية روسيا الخاطفة والمتخفية في دمج شبه جزيرة القرم وزعزعة استقرار شرق أوكرانيا ألقت بظلال من الشكوك على قدرة الحلف على الوفاء بوعوده. فماذا يمكن أن يفعله حلف »ناتو« في حال حول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنظاره نحو دول البلطيق؟
ويشير تقرير للجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني إلى الهوة المتسعة بين القدرات التقليدية العسكرية لـ»ناتو« وروسيا، ويسلط الضوء على الموقف النووي للكرملين، ويشير إلى المبادئ المقيدة التي تجعل رد الحلف عاجزاً.
ويستنتج التقرير أن: »حلف الناتو ليس مستعداً بشكل جيد لمواجهة أي تهديد روسي ضد دوله الأعضاء«. والكرملين يهدف لزيادة نسبة الأصول التقليدية العسكرية المصنفة »حديثة« إلى 70% بحلول 2020. ثم هناك القوات النووية الاستراتيجية لروسيا، التي يخصص لها ثلث ميزانية الدفاع.
والأمر المحوري في استراتيجية روسيا هو »الحرب الغامضة«التي تنطوي على استخدام قوات غير نظامية، وهجمات سيبرانية وحرب معلوماتية في سبيل »تحييد أي تحركات للخصم من دون اللجوء إلى الأسلحة«.
فيما واجبات الدفاع الجماعي لحلف »ناتو« تدعو إلى الرد على عدوان »مسلح«. وعملية شبه جزيرة القرم وفرت مخططا لمثل هذه الهجمات، وسيكون من الحماقة عدم تطوير حلف »ناتو« مبادئه عندما تنعقد قمة »ناتو«في كارديف في سبتمبر المقبل.