أكد نائب رئيس هيئة التنسيق الوطنية المعارضة في سوريا، ورئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم في حوار مع «البيان» أن الجيش الحر جزء من الثورة، وأن لا عداء تجاهه، مشيرا الى ان النظام سيستمر في ممارساته حتى النهاية، «أي تدمير سوريا لينتهي هو أيضاً»، ومحذرا من ان أي خطأ في مدينة القامشلي الكردية قد يتسبب في صراع غير محبذ من جميع الأطراف. وإلى نص الحوار:

بدأ النظام يخلي المنطقة الكردية، والمجلسان الكرديان يقومان بملء الفراغ، كما انه يبدو أنه لن يقوم بإخلاء القامشلي سلمياً، فما هو توصيفكم لما يجري؟

قولكم بإخلاء النظام للمنطقة الكردية غير دقيق، ويتناغم مع الدعايات التي تطلقها بعض الأطراف. فالنظام لا يريد إخلاء أية منطقة برغبته. صحيح أن هناك هشاشة في النظام ومؤسساته ولكن رغم ذلك لايتخلى عن أي مكان طواعية. كما أن المجلسين الكرديين لا يملآن الفراغ مثلما تحكمون. دعوكم من هذه الأحكام المسبقة لكي تكونوا واقعيين.

الأمر في حقيقته هو على النحو التالي: الشعب الكردي مشارك في الثورة قبل اندلاعها، ولكن عند اندلاعها بقي مشاركا فيه بلونه وشعاراته ومطالبه وبشكل سلمي وديمقراطي ولا زال كذلك. النظام وأدواته حاولوا شد الثورة إلى التسلح والعنف ونجح في ذلك، لأن أفتك الأسلحة وأشرس وسائل العنف موجودة لدى النظام. ما حدث في الأيام الماضية هو أن الاشتباكات بين قوات النظام والمجموعات المسلحة بدأت تدق أبواب المناطق الكردية وخاصة في عفرين وكوباني. وحتى لا تصبح منطقتهم مسرحاً للمعارك وللكر والفر قاموا بطرد رجال الدولة ومدير المنطقة والمسؤولين الآخرين، فالهدف هو حماية الشعب والمناطق الكردية من أي اعتداء.

اما القامشلي، فوضعها أكثر حساسية لتنوع مجتمعها من اكراد وسريان وعرب، وهذا يتطلب حساسية أكثر، نظراً لأن أي خطأ قد يتسبب في صراع غير محبذ من جميع الأطراف. أما توصيفنا لما يجري فهو ليس تسليما ولا تحريرا، وإنما نتيجة طبيعية للصراع الدائر، فكلما ارتكب النظام القتل والعنف هو أيضاً يتعرض للتآكل والضعف والوهن. والنظام سيستمر في ممارساته حتى النهاية أي تدمير سوريا لينتهي هو أيضاً.

القوى التي تشارك في هذه العملية هي قوى كردية متنوعة، فما هو المشروع السياسي الذي سيدير هذه المناطق؟

ما حدث كان ظرفاً طارئاً يتطلب التحرك السريع لاحتواء الوضع وهذا ما حدث. أما الآن فهناك الهيئة الكردية العليا وهي التي ستقرر ما يجب القيام به. أما المشروع السياسي فهناك نقاط تم الاتفاق عليها في إعلان هولير. وهو الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي وحل القضية الكردية بشكل ديمقراطي.

ويمكننا في الهيئة العليا التوصل إلى صيغة موحدة بين ما يطرحه مجلس شعب غرب كردستان وما يطرحه المجلس الوطني الكردي ، ولن يكون هناك أي إشكال بهذا الصدد حسب قناعتي، فالجميع يطالب بالحل ضمن وحدة الأراضي السورية، كما أن المشاريع المطروحة من أجل حل القضية الكردية في سوريا تتضمن نقاط مشتركة كثيرة يمكن اتخاذها أرضية لبناء مشروع توافقي. فالأمر المهم هو وحدة الصف الكردي في هذه المرحلة المصيرية.

في أي إطار يندرج طرد قوات النظام بالنسبة لسوريا؟، وما هو موقفكم من الجيش الحر؟

بالطبع ما جرى مكمل للثورة السورية ونتيجة من نتائجها سيؤدي في النهاية إلى إسقاط النظام. فأعتقد أن طرد البعثيين والاستيلاء على مقراتهم هو دعم للثورة ولا يمكن أن يكون عكس ذلك. كما لا يمكننا اعتبار ما جرى نقطة في خانة الفئوية أو التعصب القوموي. فحقن الدماء التي تراق بدون أي معنى يجب أن تكون مهمة كل إنسان يشعر بإنسانيته. أما بالنسبة للجيش السوري الحر فهو جزء من الثورة السورية وليس لدينا أي عداء نحوه، بل نحن نقدر دورهم الشريف الذي يقومون به. إلا أن هناك مجموعات مسلحة كثيرة تحاول انتحال هذه الصفة الشريفة، ويجب علينا التفريق بين الشريف والوضيع الذي يستغل هذا الشرف لغايات ومآرب أخرى، ويحاول تمرير أجندات معينة تحت هذا الاسم.

غرب كردستان

تستخدمون مصطلح غرب كردستان للدلالة على المناطق الكردية في سوريا، فما هو تعريفكم لهذا المصطلح؟

مصطلح غرب كردستان هو مصطلح جغرافي لا يقصد منه أي دلالات سياسية، فهو لا يعني حدوداً معينة، ولا يعني الانفصال أو الإنشقاق، مثلما نقول الضفة الغربية أو الضفة الشرقية، أو شرق كذا وغرب كذا. وتعريفنا لغرب كردستان هو الجزء الذي بقي ضمن الحدود السياسية للدولة السورية عند تقسيم المنطقة في بدايات القرن العشرين. ولا نقصد به أي شيء آخر سوى التذكير بأن هناك قسما من كردستان ضمن السيادة السورية، وليس إقليماً مستقبلياً للقومية الكردية، ويمكنكم اعتبار ذلك مدلولاً ثقافياً.

أما ارتباط غرب كردستان بدمشق أو بسوريا فهو جزء من سوريا مثلما هو جزء من كردستان، فمثلما هناك كرد في دمشق هناك عرب في الجزيرة وهذا أمر طبيعي للوطن الواحد، والفعاليات العربية في الجزيرة تشكل تنوعاً واختلاطاً ثقافياً محموداً وشكل غنى ثقافياً مشتركاً للشعب السوري برمته.

لم تطرح أي جهة كردية حتى اليوم وثيقة متعلقة بسوريا ككل، وغالبية البيانات والوثائق هي متعلقة بجزئية المطالبة الكردية في سوريا، فما تفسيركم؟.

نحن نؤمن بأن الإدارة الذاتية الديمقراطية تضمن صنع الإنسان الكردي الحر الذي يملك إرادته. وعندما تتوفر الظروف المناسبة لهذا الإنسان الحر لأن يتخذ قراراته وينفذها بإرادته، يصبح قادراً على فعل المعجزات. ولهذا نحن نراهن على هذا الإنسان الكردي الحر لأن يقود مسيرة البشرية مرة أخرى مثلما قادها في العصر النيوليتي وما بعده. فمهمتنا هي تأمين الأجواء والظروف المناسبة للوصول إلى هذا الإنسان. فنحن نؤمن بأن مهمة دمقرطة الشرق الأوسط ملقاة على عاتق الإنسان الكردي، ومن ثم تأتي المهام الأخرى، بالطبع ليس في سوريا فقط وإنما في عموم الشرق الأوسط.

خلفية

 

تم انتخاب صالح مسلم رئيساً لحزب الاتحاد الديمقراطي في المؤتمر الرابع في سبتمبر 2010. ومع تأسيس هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغير الديمقراطي في دمشق، والتي ساهم مسلم في تأسيسها، تم اختياره نائباً للمنسق العام في الهيئة.