اعتبر نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي معالي الفريق ضاحي خلفان أن انهيار النظام في مصر سيقود إلى انهيار الأنظمة في الخليج. وامتدح الشعب والجيش المصريين قائلاً، إنّه «خير جيوش المسلمين دفاعاً في سبيل الله».
وفي ما يلي تفاصيل الحوار الذي أجرته الزميلة «الأهرام» المصرية مع الفريق ضاحي، الذي سعى إلى سبر الأوضاع في الخليج ومصر، ومستقبل جماعة الإخوان، ووضع قطر وتأثيرها في المنطقة، والعديد من الملفات الساخنة:
على مدار 34 عاماً على رأس شرطة دبي حدثنا عن آخر التطورات التي وصلت إليها المؤسسة الشرطية في دبي؟
شرطة دبي أصبحت تقود قاطرة الجودة في برامج التميز الحكومي، فأصبحنا مؤسسة يتواجد رجالها في كثير من الهيئات والوزارات والدوائر الحكومية لكى يسهموا في تطوير الأداء المؤسسي داخل الحكومة، كما تحولنا إلى مصدرين لإدارة الجودة الشاملة في المؤسسات الاتحادية والمحلية.
هل هناك تعاون أمنى بين شرطة دبي ودول أخرى وخاصة مصر؟
بالفعل لدينا تعاون مع دول الخليج ومصر في مجالات مكافحة الجريمة وملاحقة المتهمين. ونتيجة للتحديات الضخمة التي تواجهها المنطقة أصبح هناك تعاون أكبر في هذه المجالات بعد ما تكشف لنا خطط تفتيت الوطن العربي.
الوضع السياسي في مصر
ما تقييمكم للمرحلة المقبلة التي ستشهدها مصر في ظل انتخابات رئاسية جديدة؟
في اعتقادي الشخصي، هناك الآن جماعة تخطط لخلق إشكالية في صفوف القوات المسلحة المصرية كما فعلت في الجيش السوري، لكن الجيش المصري قوي ومتماسك، ولديه خبرة وتجربة كبيرة في المجال العسكري لا يستهان بها، ولا يستطيع أحد أن يعبث به.
ما رأيكم في ترشح وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي لمنصب رئيس الجمهورية؟
المشير عبد الفتاح السيسي مرشح قوي، وستحاول جهات خارجية منعه من الفوز في الانتخابات.. وهذه الجهات هي الدول ذاتها التي تعلن صراحة موقفها الرافض للسيسي من دون ذكر أسمائها، لكنني أتمنى أن تفرز الانتخابات الرئاسية في مصر عن شخصية مثل السيسي لأنه رجل وطني وعسكري، ولا يمكن أن تملى عليه أجندة خارجية مطلقاً، فشخصيته ووطنيته لا تقبل الشك. وهو رمز من رموز استقلال القرار المصري واحترام السيادة الوطنية وله قبول وشعبية جارفة في الشارع المصري، كما له علاقات متينة مع أكبر الدول الخليجية الاستثمارية الكبرى، في الوقت الذي كان فيه الإخوان يهدمون جسور التواصل مع دول الخليج.
السيسي رجل استخباراتي قوي لا يلوى ذراعه، وسيكون عيناً واعية لكل الذين سيحاولون الإخلال بأمن مصر، فضلاً عن أنه رجل متدين لا يخضع لأي تيار متطرف.
وأحب أن أوضح أن الخبراء الإماراتيين في مجال تحليل الشخصية أكدوا من خلال لغة جسد السيسي أنه هادئ، عنده مهارة كبيرة في التفكير، فهو على سبيل المثال لا يطلق تصريحات عنترية كضرب أثيوبيا لحل أزمة المياه، وأنا أعتقد أنه الأصلح لرئاسة مصر في هذه المرحلة.
مصر التي يتربص بها الأعداء تحتاج لشخص مثل السيسي يعرف كيف يتعامل مع الأزمات سريعاً، ويعرف كيف يسهر على أمنها وشعبها، كذلك كما فعل الرئيس فلاديمير بوتين في روسيا عندما رأى محاولة البعض الالتفاف على جزيرة القرم، فتدخل سريعاً كونه رجلاً عسكرياً ومخابراتياً.
ملاحقة «الإخوان»
ما الخطوات التي اتخذتها الإمارات تجاه الإخوان خاصة بعد القرار المصري باعتبارها جماعة إرهابية؟
الإمارات تمتلك قانوناً لمكافحة الإرهاب، وقدمنا الكثير من الإخوان للمحاكمات مؤخراً، وكل إخواني وضعته مصر على قائمة الممنوعين من السفر، ممنوع من دخول الإمارات، وكل من هو مطلوب في مصر مطلوب في الإمارات.
الأمور بدأت تتكشف وظهرت الحقائق التي تشير إلى أن الإخوان جماعة ماسونية، وأؤكد أن الإمارات تتبع جميع أرصدة الإخوان وتحويلات أموالهم في كل مكان، وهناك أيضاً تعاون من جانب دول الخليج للحد من أنشطة الإخوان في المنطقة.
أنا دائماً أربط مصر بالخليج، لأنه إذا انهار النظام في مصر انهارت الأنظمة في الخليج، وكلما كان النظام في مصر قوياً ومتيناً ومتماسكاً ووطنياً كان الخليج مستقراً، فأمن مصر له علاقة وطيدة بالأمن القومي الخليجي، فهو صمام الأمان للخليج.
ومن أين تأتى مصادر تمويل الإخوان؟
الإخوان الذين يقيمون في الخليج هم الأكثر تمويلاً للجماعة، وهناك إخوان في مناطق أخرى يمولون أيضاً، فقد اكتشفنا في أحداث ميدان التحرير إبان الثورة مجموعات صغيرة من الإخوان استطاعت جمع نحو ثمانية ملايين درهم إماراتي وهو نشاط كان يتم كل أسبوع لتمويل الجماعة.
اقتراح «التعاون العربي»
هل اقتراحكم بإنشاء مجلس تعاون عربي استراتيجي يضم مصر والسعودية والإمارات والبحرين والأردن من شأنه أن يحد من عمل الإخوان في الخليج؟
لا شك في ذلك، نحن بحاجة لإعطاء رسائل لمن يهمهم الأمر بأن العرب متحدون ولا يمكن القيام بأي وقيعة ضدنا كوننا أشقاء.
إذا طالبت الحكومة المصرية الإمارات بتسليم بعض الشخصيات المصرية المقيمة على أراضيها والتي صدرت أحكام قضائية ضدهم هل سيتم تسليمهم لمصر؟
وفقاً للنظام في الإمارات فإن القضاء هو الذي يفصل في هذه القضايا. وإذا حكم على شخص بتسليمه إلى مصر فسوف نسلمه فوراً.
دولة الإمارات لا تسير وفق مزاجها الخاص ولكن كل شيء خاضع للإجراءات القانونية والقضائية التي تحمى كل الأطراف، والإجراءات تتم وفقاً للمعايير القانونية وليس لخلافات أو أهواء شخصية.
شرح خطر «الإخوان»
هل هناك مبادرة من دول الخليج لشرح حقيقة نشاط الإخوان للدول الغربية مثل إنجلترا التي فتحت ملف الإخوان المقيمين على أراضيها حالياً؟
الدول الغربية لا تحاول أن تفهم من الدول العربية حقيقة نشاط الإخوان فهي تبحث عن مصالحها فقط، فمثلا القانون البريطاني لا يجرم الأفعال الإرهابية التي تقع خارج إنجلترا، فإذا وقع حادث إرهابي في مصر أو السعودية لا تعتبره لندن حادثاً إرهابياً، على عكس الهجمات التي تحدث من قبل حماس، فهم يصنفون ذلك عملاً إرهابياً لأنه ضد أمن إسرائيل. الدول الغربية تكيل بمكيالين وعلى حسب مصالحهم الشخصية.
وكر «الإخوان»
أكدتم أنه لا يجوز أن تكون قطر وكراً لجماعة الإخوان. كيف ستتعاملون معها في المرحلة المقبلة؟
دول مجلس التعاون الخليجي لها رؤية واضحة وخطوط حمراء لا يجب الاختلاف عليها، وهى أمن واستقرار أوطاننا.
الإخوان الذين تدعمهم قطر يعتبرون حكام الخليج غير شرعيين، فكيف تدعم قطر هؤلاء الإخوان؟ أعتقد أن قطر في مأزق سياسي لا تحسد عليه، فهي مهما اتجهت نحو دول، مثل السودان أو المغرب أو الجزائر فلن تجد حلاً. ولا أتوقع أن يضحى الرئيس عمر البشير بعلاقاته مع السعودية والإمارات والكويت في مقابل علاقات قوية مع قطر حتى ولو قبل المعونة القطرية الأخيرة، التي قدرت بمليار دولار.
وهناك تساؤل ما الذي يجعل الدوحة تدعم السودان حالياً. هل تريد إرسال الإخوان الذين لا ترغب في بقائهم على أراضيها لتوطنهم في السودان، أم المقصود إحداث نوع من التوترات في محافظة أسوان أو منطقة حلايب وشلاتين في جنوب مصر المتاخمة مع حدود السودان.
في تقديركم ما المبررات التي تدفع قطر لمساندة الإخوان؟
قطر تقول إن لها مبررات إسلامية وأنها تساعد وتعين جماعة مسلمة، لكن في الحقيقة ليست مبررات إسلامية كما تدعي، لأن قطر لا تساعد الإخوان من أجل راية الإسلام، وإنما لغايات سياسية واستراتيجية كانت قد أعلنت عنها كوندليزا رايس مسؤولة الأمن القومي في الولايات المتحدة سابقاً وهى «الفوضى الخلاقة».
كيف تفسرون الموقف الكويتي والعماني من السياسات القطرية التي تهدد المنطقة؟
صحيح أن الكويت وعمان لم تتخذا الموقف السعودي والإماراتي والبحريني نفسه بسحب سفرائهما من قطر، لكن، وعلى مسؤوليتي، عمان لا ترضى أن يتعرض الخليج إلى أعمال إرهابية وكذلك الكويت.. ولن يرضيا أيضاً أن يكون الحكم للإخوان، فهما ضمنياً مع الدول الخليجية الثلاث ومع ألا يكون للإخوان دور في المنطقة.
الدور التركي
كيف تقيمون الدور التركي؟ وهل يمكن قيام تحالف تركى- قطري ضد الخليج؟
بعد ممارسات رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي من قتل المتظاهرين وتكميم الأفواه ومنع مواقع التواصل الاجتماعي مثل اليوتيوب والتويتر، أصبح في عيون الجميع وخاصة الغرب صورة مزيفة وكل ما يقوله عن الحريات ليس له معنى. وعلم الغرب أن أردوغان هو رجل الإخوان، ويخدم مصلحة الإخوان ولا يصلح أن يكون زعيماً إسلامياً معتدلاً كما كان ينظر إليه سابقاً.
من ناحية أخرى، لا تمثل قطر أي قوة في تحالفها مع تركيا ولا أعتقد أن تركيا سوف تعادى دول المنطقة كلها لحساب قطر. أعتقد أن الفترة المقبلة لأردوغان ستكون فترة مفترق الطرق، بعدما سحبت كثير من الشركات الخليجية استثماراتها من أنقرة، نتيجة سياساته المناصرة للإخوان.
كل شيء مرصود
هل إيران تمثل خطراً على الإمارات؟
إيران تقوم بالاتصال ببعض المتطرفين في الدول الخليجية. وهى تحاول استدراجهم حتى يتم تدريبهم، ولكن كل هذه العمليات مرصودة ومعروفة عندنا.
الإمارات تعلم أن إيران تستدرج بعض الشباب من دول الخليج، ويدربهم الحرس الثوري على جميع العمليات التفجيرية، التي تتم في الدول الخليجية، وهذا أسلوب العاجز، وهى بذلك تحاول خلق إشكالية مع الخليج.