أكد الناطق باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري في حوار خصّ به «البيان» أن الجيش سيثبت أن معركة طرابلس بين الليبيين والإرهاب، ولن يسمح بأن تكون ليبيا نقطة إجرامية تهدد السلم الدولي.. مشيراً إلى أن قوات الجيش الليبي تتمركز حالياً على تخوم العاصمة طرابلس، ووصلت إلى عدد من الحارات، ولا يفصل إلا 10 كيلومترات عن دخول مركز العاصمة، حيث تم محاصرة القاطع الغربي والقاطع الجنوب الغربي بعدما انطلقت القوات من قاعدة الجفرة، ووصلت إلى غريان وسيطرت على العزيزية، متوقعاً حسم معركة تحرير طرابلس قبل رمضان بعدما تم وضع خطة محكمة لعدم إطالة مدة المعركة، وقال إن الجيش الليبي بات «يحارب دولاً تقف وراء الميليشيات والتنظيمات الإرهابية، حيث قدمت أسلحة للإرهابيين».
وأضاف: «نحن في المعركة الحاسمة والأخيرة ضد الإرهاب في ليبيا، وأن حسم معركة طرابلس سيكون ضربة قوية لتركيا وقطر».
تابع: «طرابلس ستنتفض قريباً ضد الميليشيات، ودعماً للقوات المسلحة»، فيما شدد على حرص الجيش على سلامة المدنيين في ظل استخدام المسلحين المدنيين دروعاً بشرية، بينما أكد أن الجيش بدأ يلقى دعماً دولياً لعملياته في طرابلس بعدما اقتنع العالم بأسره بضرورة تطهير ليبيا من الإرهابيين، فلا توجد دولة في العالم تقبل بوجود الإرهاب على أراضيها وبتهديد أمنها وأمن مواطنيها. وإلى نص الحوار:
كيف تقيّمون معركة تحرير طرابلس بعد أكثر من أسبوعين على انطلاقها؟
إننا نتقدم فيما تنسحب ميليشيا الوفاق وتتقهقر في جميع المحاور، حيث لا يفصل إلا 10 كيلومترات عن دخول مركز العاصمة، حيث تم محاصرة القاطع الغربي والقاطع الجنوب الغربي بعدما انطلقت القوات من قاعدة الجفرة، ووصلت إلى غريان وسيطرت على العزيزية، فيما لا يفصلنا إلا 20 كيلومتراً على القاطع الجنوبي، إننا نتمركز الآن على تخوم طرابلس، ووصلنا إلى عدد من الحارات، الاشتباكات تتمحور في منطقة الكريمية، وفي الجنوب الشرقي، ميليشيا مصراتة تطلق طائراتها الحربية لاستهداف المدنيين في غريان ومزدة، لكن دفاعاتنا الأرضية لهم بالمرصاد، وسلاحنا الجوي يترصد طائراتهم لإسقاطها.
القوات الجوية تقدم الدعم للقوات البرية التي تتقدم في المحاور السبعة خلال معركة متواصلة على مدار الساعة، فالقوات اقتربت من عمق طرابلس، حيث باتت تستقبَل بالترحيب في المدن والقرى التي تدخلها، فهناك قناعة تامة بأن الجيش الوطني ذهب إلى طرابلس لحماية المدنيين من الإرهابيين، فطرابلس ستنتفض قريباً ضد الميليشيا ودعماً للقوات المسلحة.
إذن هل نرتقب حسم المعركة في أقرب وقت؟
هذه المعركة هي ضد الإرهابيين بصنوفهم، داعش والقاعدة والإخوان وغيرهم، وهي معركة مستمرة حتى النهاية، وبالتالي فإن القوات المسلحة أتت لتطهير المنطقة من الإرهاب، كما فعلت في بنغازي والهلال النفطي ودرنة، وهي الآن أمام المهمة الرئيسية في الغرب الليبي.
هناك محاولات يائسة من قبل ميليشيا طرابلس لاختراق صفوف الجيش لوقف تقدمه نحو تحرير العاصمة، لكن نحن لها بالمرصاد، نحن حريصون على إنهاء المعركة قريباً، أي قبل رمضان، مع ضمان سلامة المدنيين، على اعتبار أن «الجماعات الإرهابية» المتحصنة في طرابلس تتخذ من الأحياء السكنية «دروعاً بشرية»، لكن وضعنا خطة محكمة كفيلة بمواصلة معركتنا دون المساس بحياة المدنيين، فميليشيا طرابلس تعتمد على إمدادات من جماعات إرهابية كالقاعدة وداعش والمرتزقة، كما تحاول تجنيد ليبيين مرتزقة للقتال ضد الجيش الوطني لمنع تحرير طرابلس، لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل.
تحرص بعض الدول على بقاء الإرهاب في ليبيا، هل معركة تحرير طرابلس كفيلة بنسف كل خطوات هذه الدول؟
أكيد، يجب أن يفهم العالم أن هذه الحرب ليست وليدة الساعة، ونحن نخوضها منذ العام 2014 ونُقارع فيها الإرهاب، لا توجد دولة في العالم تقبل بوجود الإرهاب على أراضيها وبتهديد أمنها وأمن مواطنيها، إن هناك خطوطاً مفتوحة من تركيا لدعم مجموعات طرابلس بالسلاح والمقاتلين، دون أن ننسى الدعم القطري للإرهابيين.
طرابلس تحت سيطرة الميليشيات الإرهابية والخارجين عن القانون، وهي عصابات توغلت في مؤسسات الدولة وموّلت من قبل قطر، وهذا منافٍ للاتفاق السياسي الذي يؤكد حل هذه الميليشيات.
الجيش سيثبت أن معركة طرابلس بين الليبيين والإرهاب، ولن يسمح بأن تكون ليبيا نقطة إجرامية تهدد السلم الدولي. الحسم العسكري في هذه المواجهة سيوجه ضربة قوية إلى تركيا وقطر، اللتين تدعمان الميليشيات المتطرفة بالسلاح والمال.
هناك تحالفات خطيرة في طرابلس بين جماعات إرهابية متطرفة وخطيرة جداً من تنظيم القاعدة وداعش والإخوان، ويعملون الآن على نشر الخراب والدمار ومواجهة الجيش الوطني. فالجيش بات «يحارب دولاً تقف وراء الميليشيا والتنظيمات الإرهابية، حيث قدمت أسلحة للإرهابيين».
بدأ العالم يقتنع تدريجياً بأهمية معركة طرابلس لتحرير ليبيا من الإرهابيين، هل أسهمت المكالمة الهاتفية بين ترامب وحفتر في ذلك؟
حملة التضليل الحالية مشابهة لتلك التي رافقت عملية تحرير بنغازي من الإرهاب، والتي حاولت تشويه العملية، لكن تم إسكاتها بالدلائل من خلال تطهير المنطقة من الإرهابيين، فالعالم كله على قناعة تامة بأننا في معركة شرعية ضد الإرهاب، انتصرنا على الإرهاب، وهذه آخر معركة ضده في وكره بطرابلس، والعالم يحترم قواتنا المسلحة ويؤيد خياراتها، فالعملية العسكرية هدفها استقرار ليبيا وسلامة المواطنين في طرابلس، فالقوات تقاتل من أجل العالم ومن أجل الإنسانية ومن أجل السلام في المنطقة.
الجيش يواصل رصد تحركات التنظيمات الإرهابية في ليبيا والعمل على القضاء على أحلام تنظيم القاعدة ومموليه في ليبيا، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدَّث هاتفياً مع قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، وتناولا الجهود الجارية لمكافحة الإرهاب، والحاجة لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا.
كلام ترامب يُعبّر عن قناعة واشنطن بالدور المحوري للجيش الوطني في الحرب ضد الإرهاب، المحادثة سيكون لها أثر إيجابي في المعركة ضد المتطرفين مع تزايد التأييد الدولي بأهمية دور الجيش في القضاء على التنظيمات المتطرفة.
كثيراً ما نجد خلافاً أمريكياً روسياً حول قضايا العالم، لكن في حالة ليبيا، وجدنا لأول مرة توافقاً حول ضرورة حسم معركة طرابلس، ما هو تعليقكم على ذلك؟
هذا يعد بحذ ذاته إنجازاً كبيراً لنا على اعتبار أن تأييد كل من أمريكا وروسيا لمعركتنا يعني أساساً أنها معركة ضد الإرهاب، معركة ضد الإخوان، معركة ضد داعش والقاعدة، معركة ضد الدول التي تدعم وتمول الإرهاب، فالعالم كله على قناعة تمامة أن طرابلس باتت بؤرة للإرهاب ويجب اقتلاعها، فعدد المقاتلين يزداد يومياً، كما أن طائرات تعمل على نقل مقاتلين من النصرة من سوريا إلى ليبيا عبر تركيا، إذن معركة طرابلس ستنهي كل مظاهر العنف والانتهاكات التي تشهدها البلاد دون رجعة.