وصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الى ليبيا أمس، في زيارة لم يعلن عنها من قبل، لترسيخ العلاقات مع السلطات الليبية الجديدة وعرض المساعدات عليها وتشجيعها على الوفاء بوعد اجراء انتخابات سريعا.
وحيت كلينتون ما وصفته «انتصار ليبيا». وقالت إن «الولايات المتحدة فخورة بوقوفها الى جانبكم في معركتكم من أجل الحرية وستستمر في ذلك اذا واصلتم هذه الرحلة، مع احترام سيادتكم والوفاء بصداقتنا».
وأكدت كلينتون أنها مدركة بأن «المعارك الدامية ما زالت مستمرة»، مضيفة أن «الحلف الاطلسي والتحالف الدولي سيواصلان حماية المدنيين الليبيين الى ان ينتهي تهديد القذافي». واشارت الى أنه «من الأمور التي يجب تسويتها توحيد مختلف الميليشيات في جيش واحد يمثل الشعب الليبي». وأضافت ان «إقامة جيش وطني وقوة شرطة تحت قيادة مدنية أمر أساسي». وأعلنت كلينتون أن بلادها ستوفر 40 مليون دولار لتدمير مخزون الأسلحة الكيماوية في ليبيا واعدة بـ «إعادة المليارات» من الأموال الليبية المجمدة في بلادها.
اتفاقية
في السياق، أعلن رئيس المكتب التنفيذي الليبي محمود جبريل أن بلاده والولايات المتحدة اتفقتا على إنشاء لجنة عليا مشتركة «للتعاون وتعزيز آفاق التعاون وتحقيق مصلحة البلدين». وأعرب عن تقدير ليبيا وشعبها لما قدمته وتقدمه الحكومة الأميركية لثورة الشعب الليبي ومساعدته ماديا ومعنويا على الانطلاق في مسيرته السياسية والعسكرية». ووصلت كلينتون على متن طائرة عسكرية أميركية في مستهل زيارة ليوم واحد من المقرر أن تجتمع خلالها مع زعماء من المجلس الوطني الانتقالي ونشطاء في المجتمع المدني الليبي وعاملين بالسفارة الاميركية في طرابلس التي أعيد فتحها أخيراً.
روابط جديدة
واثناء الرحلة من واشنطن الى طرابلس، مرورا بمالطا، صرح مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية ان الولايات المتحدة تسعى الى إقامة روابط جديدة مع الشعب الليبي مع قرب انتهاء الحملة الجوية التي يشنها حلف الاطلسي بدعم من الولايات المتحدة. وصرح المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته للصحافيين: «لا نرغب فقط في التحدث الى المسؤولين الليبيين حول خططتهم الانتقالية وكيف يترجمون التزامهم بالعدالة والشفافية وممارسة حكم القانون .. بل اننا نرغب كذلك في ان نوضح للشعب الليبي اننا نريد شراكة طبيعية في المستقبل تقوم على العلاقات المدنية».
وقال انه على المدى القصير فإن الولايات المتحدة ترغب في توفير قطع الغيار والمواد الكيميائية والاجهزة الطبية اللازمة لرعاية آلاف جرحى الحرب.