ضرب زلزال عنيف بقوة ‬8,9 درجات على مقياس «ريختر» امس شمال شرقي اليابان ما ادى الى اهتزاز المباني في العاصمة طوكيو حيث تسبب بأمواج «تسونامي» بعلو ‬10 أمتار اجتاحت سواحل سنداي على المحيط الهادئ، فيما خلفت الكارثة الأسوأ منذ ‬140 عاماً مئات القتلى والمصابين والمفقودين، في وقت طلبت طوكيو مساعدة القوات الأميركية المتمركزة في اليابان.

وذكر مركز الرصد الجيولوجي الأميركي ان الزلزال بلغت قوته ‬8,9 درجات وقع على عمق ‬24,4 كيلومتراً وعلى بعد ‬130 كيلومتراً شرق سينداي في هونشو اليابانية و‬376 كيلومترا شمال شرق طوكيو وتبعته ‬11 هزّة ارتدادية عنيفة أيضاً تراوحت قوتها بين ‬6,1 و‬7,1 درجات على مقياس ريختر. وذكرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية ان الزلزال وقع عند الساعة الثالثة إلاّ ربعاً بعد ظهر امس بالتوقيت المحلي وبلغت قوته ‬7 على مقياس الزلازل الياباني وهو أعلى مستوى في المقياس. وأوضح المركز أن الزلزال الأولي «حدث بعده ما لا يقل عن ثمانية توابع قوية بلغ قوة أعنفها ‬7,1 درجات وجاء بعد أربعين دقيقة من الهزة الأولى». وذكرت وسائل الإعلام اليابانية أن «المباني داخل وحول العاصمة طوكيو تعرضت لأضرار بالغة بالإضافة إلى انهيار الأسقف عن المباني فيها». وتلا الزلزال الذي شعر به السكان بقوة في العاصمة طوكيو مع انها تبعد ‬400 كيلومتر على الاقل عن مركز الهزة سلسلة من الهزات الارتدادية القوية بعد ثلاث ساعات على وقوعه.

 

تسونامي وقتلى

وذكرت وكالة «كيودو» للأنباء ان موجات المد «تسونامي» التي اجتاحت شمال شرقي البلاد وصلت الى ارتفاع ‬10 امتار. وافاد تلفزيون هيئة الإذاعة اليابانية العامة «إن إتش كيه» أن ‬88 شخصا على الأقل لقوا حتفهم وأصيب عشرات آخرون، بالإضافة إلى فقدان الكثيرين بينهم أطفال جرفتهم المياه إلى البحر. وعثر على ما بين ‬200 و‬300 جثة على شاطىء سينداي في منطقة مياجي. وقالت الشرطة انها جثث سكان داهمتهم موجة مد بحري علوها عشرة امتار في هذه المنطقة. وقدرت السلطات عدد المنازل المتضررة من هذه الكارثة بـ‬1200 منزل. واجتاحت الأمواج المباني وجرفت سيارات وقوارب ومحاصيل. وتجمع السكان فوق أسطح المنازل التي أغرقتها المياه، فيما لوحت النساء بمناديل بيضاء طلبا للمساعدة. وعرضت محطة «إن إتش كيه» لقطات لعربات غمرتها المياه في مدينة كامايشي بمنطقة إيواتي حيث اجتاحت موجات تسونامي بارتفاع ‬4.2 أمتار سواحل المدينة. وانهار سد في مقاطعة فوكوشيما شمال شرق اليابان وجرفت مياهه العديد من المنازل.

كما بث التلفزيون لقطات للعديد من المنازل في سينداي بمنطقة مياجي وقد جرفتها مياه تسونامي الناجم عن الزلزال. كما ضربت موجات مد عالية منطقة هيرو في جزيرة هوكايدو شمال اليابان. في هذه الأثناء، طلبت طوكيو تطلب مساعدة القوات الأميركية المتمركزة في اليابان في قاعدتي «اوكيناوا» و«فوتيما» لانقاذ المنكوبين والمحاصرين.

 

 

من الكارثة

امتداد تسونامي

 

ذكرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي ان التحذير من أمواج المد امتد الى حوض المحيط الهادي بالكامل باستثناء كندا. ويشمل التحذير المكسيك ودول اميركا الوسطى والجنوبية المطلة على المحيط الهادي والساحل الغربي للولايات المتحدة بما فيها ولايات هاواي والاسكا وكاليفورنيا. (أ ف ب)

 

خدمة «غوغل»

أطلق محرك البحث «غوغل» خدمة جديدة تسهل تجميع شتات المفقودين جراء الزلزال القوي الذي ضرب اليابان. وبدأ «غوغل» خدمة البحث عن الأشخاص باللغتين اليابانية والإنجليزية إذ يمكن للمستخدم وضع اسمه ومعلومات عنه أو عن أشخاص آخرين وأيضا البحث بالاسم عن المفقودين. (د ب أ)

 

فرق اممية

ذكرت الناطقة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوشا» إليزابث بيرس ان المكتب «لديه ‬62 فريقا للتعامل مع الكوارث على أهبة الاستعداد وجاهز للمساعدة في اليابان في حال الحاجة إليهم». وقالت بيرس: «خبراؤنا على اتصال وثيق بمسؤولي إدارة الكوارث في اليابان، وحتى الان تشارك كل الأجهزة اليابانية الوطنية بكامل قوتها تماما في التعامل مع الكارثة». (د ب أ)

 

فقدان قطار

اعلنت وكالة «كيودو» للأنباء ان قطار ركاب فقد بعد مرور تسونامي في منطقة مياجي بسبب الزلزال العنيف. وكان القطار الذي تملكه شركة «ايست جابان ريلواي» يسير قرب محطة نوبيرو على خط سينسيكي الرابط بين مدينتي سينداي وايشينوماكي حين انقضت موجة مد بحري ارتفاعها عشرة امتار، بحسب الوكالة نقلا عن الشرطة. (أ ف ب)

 

مساعدة أميركية

أعلن السفير الأميركي في اليابان جون روس ان القوات الأميركية العسكرية في اليابان «على استعداد لمساعدة السلطات اليابانية في معالجة آثار الزلزال».

وعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما مساعدة الشعب الياباني «في هذا الوقت الذي يشهد محنة شديدة». وجاء في بيان من أوباما: «نبعث أنا وميشيل أعمق تعازينا لشعب اليابان لاسيما هؤلاء الذين فقدوا ذويهم في الزلزال وتسونامي». وأضاف: «الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة الشعب الياباني في هذا الوقت الذي يشهد محنة شديدة».