أطلقت الشرطة التركية قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي أمس لتفريق حوالى عشرة الاف متظاهر في موقع الكارثة المنجمية في سوما غرب تركيا، في وقت تولى المجلس الأعلى للقضاة التحقيق في الحادثة، في حين برز تطور أمني لافت بهجوم مسلحين أكراد على موقع عسكري.
وقبل ان تتدخل الشرطة بقوة في المدينة الواقعة على مقربة من منجم الفحم حيث وقع الحادث الثلاثاء الماضي، رفض المتظاهرون الغاضبون أمس التفرق على الرغم من الدعوات التي وجهتها الشرطة. وكانوا يهتفون مطالبين بـ«استقالة الحكومة» و«لن تهدأ سومي، ولن تنسى عمال المنجم».
ورد المتظاهرون على الشرطة التي استخدمت ايضا خراطيم المياه، برشقهم بالحجارة. وتفرق المحتجون في الشوارع الجانبية عندما تدخلت الشرطة في شارع تجاري بالبلدة توجد به متاجر وبنوك وكذلك مقر الحكومة المحلية ونقابة عمالية.
بدوره، أكد المجلس الأعلى للقضاء في بيان أنه لن يتردد على الإطلاق في معاقبة كافة المقصرين الذين تسببوا في وقوع كارثة منجم سوما، مشيراً إلى أن تعيينه 28 مدعياً عاماً للتحقيق في القضية جاء من باب الإسراع في التحقيق والوصول إلى الجهة المقصرة.
في غضون ذلك، زعم مدير عام المناجم في شركة «سوما» القابضة رمضان دوغورو أن الحريق الذي نشب في منجم للفحم تابع للشركة في منطقة سوما غربي تركيا الثلاثاء الماضي نابع من «اشتعال ذاتي للفحم لا يمكن تحديده، وليس له علاقة بالمحولة الكهربائية التي قيل إنها انفجرت وسببت الكارثة».
تسجيل واعتذار
في سياق آخر، تسرب تسجيل فيديو نقلته صحيفة «سوزكو» المعارضة يظهر رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان يصرخ في وجه المتظاهرين قائلا: «لماذا تهرب يا لقيط اسرائيل؟».
ويظهر شريط الفيديو الذي لم يتم التحقق من صحته, اردوغان محاطاً بمتظاهرين غاضبين وهو يصرخ بهم خلال زيارته إلى مدينة سوما في غرب البلاد الأربعاء الماضي بعد يوم واحد على حادثة المنجم.
وقالت بعض وسائل الإعلام المحلية إن اردوغان، المعروف بنوبات غضبه، تهجم على احد المتظاهرين، ولكن ذلك لم يكن واضحاً في شريط الفيديو.
ويأتي التسجيل بعدما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور تظهر يوسف ياركل، وهو مستشار اردوغان، والتي أثارت استنكاراً في تركيا الخاضعة إلى الحداد، ما جعله يتأسف عن الحادث.
وأعرب ياركل عن عميق أسفه لعدم قدرته على التحكم في أعصابه، حينما ركل شخصاً احتج على أردوغان أثناء زيارته موقع كارثة منجم الفحم غرب البلاد.
هجوم مسلح
على صعيد آخر، قالت مصادر أمنية إن مقاتلين أكراداً هاجموا موقعاً عسكرياً في شرق تركيا أمس مما أدى إلى إصابة جنديين في هجوم نادر منذ أعلن الزعيم الكردي عبد الله أوجلان وقفاً لإطلاق النار قبل 14 شهراً، في إطار عملية سلام. ولم يتضح عدد المقاتلين الذين شاركوا في الهجوم وإن كان ذلك يعني انتهاء لوقف إطلاق النار.